كان يوجد شاب وسيم وذو أخلاق
كان يوجد شابا وسيما وذو أخلاق عاليه ..وكان يعمل في بيع الخضروات في السوق ..وقد كان الجميع يسحدونه على رزقة السهل والوفير ..حيث كان يقوم ببيع ما لديه من الخضروات ويكمل قبل الجميع ويمتلك الكثير من الزبائن
فكان جميع البائعين لا يبعون كما يبيع هو. حيث أن بسطته صغيرة الحجم جدا وبسيطة وكان يتأخر في فتح البسطة. ويبدأ العمل في وقت متأخرا حيث أن الجميع يفتحون بسطاتهما باكرا ولكن الأمر الذي جعل الجميع يظل في حيره هو أنه يبيع كل ما لديه من الخضروات قبلهم جميعا ويكمل أول واحد
وكانوا يتسألون لماذا لم يتزوج بعد. وهو شاب جميل وخلوق ولديه منزل كبير. ومصدر رزقة واسع ووفير وكيف يبدأ في العمل متأخرا وينتهي أولآ
فقالوا له هل لديك أطفال في منزلك...
فأجاب وهو يشعر بالأحراج فقال لهما ليس لدي أطفال ولكن والدي فقد عقله وأصبح مثل طفلا وأنا العب معه قبل ذاهبي الى العمل لكي يشعر بالسعادة وأتركة يلعب الى حينما أعود ..وثم أظل العب معه وأطعمه وأغسله وأغير ملابسة وأقوم براعيته كل يوم ..
فقالوا له لماذا لا تتزوج وتترك زوجتك تقوم برعايته في غيابك
أجاب كلا لن أتزوج ولن أسمح لشخص غيري يقوم براعية والدي أنه والدي وليس والد أحد غيري
فوالله أنني أشعر بلذة السعادة والراحة النفسية عندما أقوم براعيته وطاعته في ضعفه وعجزة .أتمنى أن أقضي بقية حياتي في طاعته وراعيته الى الأبد.
فدمعت عيناهم من شدة الأسف على أنفسهم. وتعجبوا من طاعته العظيمة لوالدة وعرفوا ماهو سر نجاحه في العمل وسر رزقة السهل والسريع ..وفهموا عنوان الدرس
فاليوم نشاهد الكثير من الأبناء يعجزون في راعية أباءهم وأمهاتهم حين يصبحون في ضعفا وهرما ..ويلقون بهم في دار المسنين ..ونسوا ما كان يفعلون لهم عندما كانوا في ضعف وعجز ..نسي عندما كان أباءهم يركضون كالوحوش في الدنياء للبحث عن لقمة نضيفه وصحية حتى يطعمونهم ..لقد نسوا عندما كان والدهم يمشي حافي القدمين لكي يحصل لهما عن ملابس جديدة ويجعلهم يشعرون بالسعادة بينما هم يظلون سنين يرتدون الملابس المرقعة
وٱخۡفضۡ لهما جناح ٱلذل من ٱلرحۡمة وقل رب ٱرۡحمۡهما كما ربياني صغيرٗا
اللهم أسعد أبائنا وامهاتنا وأعطيهم الصحة والعافية ..