السبت 23 نوفمبر 2024

حكاية التاجر البخيل

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

عاش قديما تاجر بخيل
ليس لديه أحد سوى ابنته الشابة وكانت على قدر عظيم من الجمال لذا تسابق الشباب على خطبتها ..
لكن الاب كان يطالب بمهر باهظ جدا لها .. 
وكان المهر يزداد بضعة دنانير في كل مرة يأتي خاطب جديد .. فسألوه عن سبب ذلك فأخرج لهم دفتر ضخم وأخبرهم انه دون في هذا الدفتر كل مصاريف ابنته من طعامها وشرابها وملبسها ودوائها وحاجاتها المختلفة منذ ولادتها لغاية هذه اللحظة !!!

لذلك يتوجب على من يريد الزواج بها ان يعوضه عن تكاليفها وما صرفه عليها طوال حياتها .. 
ثم قال لهم :
انا أشقى وأربي ثم يأتي سعيد الحظ ليأخذها بين ذراعيه هكذا مقابل مهر تافه ... كلا ثم كلا .. 
يجب ان يغطي المهر كل درهم صرفته عليها خلال تلك السنين .

وأمام اصرار الوالد انسحب جميع الخاطبين .. 
فجائت ابنته وقالت :
انك يا ابي بذلك تجعلني كسلعة من سلعك تبيعني وقتما تشاء طالما تقبض الثمن .
قال الاب :
هذا غير صحيح .. ففي تجارتي عندما ابيع سلعة ما فأنا أكسب ثمن كلفتها زائدا الربح ... أما في حالتك فأنا لم اطالب بالربح مطلقا .. كل ما أريده هو ثمن الكلفة فقط !! صدقيني ..
هزت الفتاة رأسها باستياء وقالت :
لا فائدة ...
ثم اسرعت باكية الى غرفتها ..

بعد فترة من انقطاع الخطابة .. حضر اخيرا شاب وسيم وتقدم لخطبة الفتاة فقال له ابيها :
هل تعرف يا هذا مقدار مهرها حتى تأتي الى هنا ؟
- نعم يا سيدي .. فلقد أصبح ذلك المهر حديث البلد .

- اذن ينبغي ان تعرف ان المهر قد زاد عشرون دينارا منذ قدوم الخاطب الاخير قبل نحو شهر .
- بالفعل يا سيدي فلقد أجريت حساباتي وأنا هنا لأخبرك أني موافق على المهر الذي تطلبه ولكني سأدفعه لك بالتقسيط فأنا أعمل بوظيفة جيدة وسأعطيك نصف مرتبي والنصف الآخر أعيش به مع ابنتك زوجتي المستقبلية ان شاء الله .. وعلى هذا المنوال سأتمكن من سداد مهرها بعد ثمان سنوات .. ها ماذا قلت يا عمي ؟
فكر التاجر البخيل مع نفسه وخشي ان لا تأتي فرصة اخرى كهذا الشاب فأجاب :
مادام الدفع بالتقسيط وليس حاضرا فأنا مضطر ان ارفع السعر النهائي وهذا يعني ان عليك ان تدفع لي نصف مرتبك لعشر سنين وليس ثمان فقط ..
اطرق الشاب برأسه لحظات ثم قال :
موافق ... ولكي تتم هذه الصفقة يجب على كلانا ان نوقع على هذه الوثيقة التي تنص على أني ملزم بدفع ما بذمتي من قيمة المهر وأنه بعد سدادي لمدة الرهن فأن السلعة أي ابنتك المحترمة ستكون ملكا لي ومن حقي .
أخرج الشاب ورقة موقعة من قبله فأمعن فيها الوالد جيدا ثم قام بتوقيعها وحضر ايضا بعض الشهود من التجار المعروفين وقاموا بالتوقيع على العقد ..
وهكذا تم الزواج اخيرا بين الشاب الوسيم والحسناء ابنة البخيل ..

وبعد الزواج كانت الابنة تزور والدها باستمرار وتقوم بخدمته وتطبخ له الطعام الذي يحبه وتعمل على تسليته والترفيه عنه .. 
واستمرت على ذلك طوال عشر سنوات لم تنقطع عن زيارة والدها ولا اسبوع واحد بطلب من زوجها .. 
فلما انقضت مدة الأجل .. فوجئ الاب بانقطاع زيارة ابنته له فافتقد رفقتها واستئناسه بها .. ومرت الاسابيع ثم الشهور دون ان يعرف خبرا لها .. فسائت حالته وتردى وضعه المعاشي فأخذ يلهج بذكر ابنته ويضج بشوقه اليها .. وكان ان ندم ندما شديدا على تفريطه بها  فأخذ يجول في الطرقات كالمچنون بحثا عنها حتى اهتدى الى منزل زوجها بعد عناء .. فطرق الباب ففتح له زوجها قائلا :
نعم .. ماذا تريد ؟

انت في الصفحة 1 من صفحتين