غدا تدور الدوائر
ولم أجهد نفسي كثيرًا في تفسير صبرها وعدم شكايتها مني لزوجي، بل أعمتني زهوة الانتصار عن رؤية الحقيقة حتى اشتد عليها المړض، وأحست هي بقرب الأجل فنادتني وقالت لي وأنا أقف أمامها متململة :
لم أشأ أن أرد لك الإساءة بمثلها حفاظًا على استقرار بيت ابني وأملاً في أن ينصلح حالك، وكنت أتعمد أن أسمعك دعائي بالهداية لك لعلك تراجعين نفسك دون جدوى ، ولذلك
أنصحك – كأم – بأن تكفي عن قسوتك على الأقل في أيامي الأخيرة .... لعلي أستطيع أن أسامحك . قالت كلماتها وراحت في غيبوبة ..
فلم تر الدموع التي أغرقت وجهي ولم تحس التي انهالت على وجهها الطيب، قبل أن أريها الوجه الآخر وأكفر عن خطاياي نحوها ، وزوجي يظن أنني خدمتها بعيني. وكبر ابني وتزوج ولم يستطع توفير سكن خاص فدعوته للعيش معي في بيتي الفسيح الذي أعيش فيه وحدي بعد ۏفاة أبيه، فاستجاب وأدارت زوجته عجلة الزمن فعاملتني بمثل ما كنت أعامل حماتي من قبل ، فلم أتضجر، لأن هذا هو القصاص العادل والعقاپ المعجل
بل ادخرت الصبر ليعينني على الإلحاح في الدعاء بأن يغفر الله لي ويكفيني شړ چحيم الآخرة لقاء چحيم الدنيا الذي أعيش فيه مع زوجة ابني ، ويجعلني أتحمل غليان بسؤال لا أستطيع له إجابة، هل سامحتني عمتي الراحلة أم أنها علقت هذا السماح على تغيير معاملتي لها هذا التغيير الذي لم يمهلني الله ..
#من_أقسى_ما_قرأت
🌹💐🌹💐🌹💐🌹💐🌹