الجمعة 03 يناير 2025

يحكي ان في قديم الزمان كان في مكان اشتهر بالصيد

موقع أيام نيوز

يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك مكان اشتهر بالصيد فكان يذهب إليه كل الصيادين من كل فج عميق كان يوجد بهذا المكان شجرة ذات أصل وكان بها الكثير من الغصون والأوراق والوريقات الملتفة وبين هذه الغصون الكثيفة كان يوجد وكرا لغراب وذات يوم كان الغراب يستشهد المكان وكل ما حوله وفجأة لاحظ رجلا غريبا قبيح الهيئة وحاد الطباع وعلى كتفه شبكة صيد وكنت بيده عصا وقد أقبل إلى الشجرة فقال الغراب في نفسه ما جاء بهذا الرجل إلى هذه الشجرة إلا أمرا وسأنظر في أمره حتى أعلم أمره 

أول ما وصل الصياد تحت الشجرة فرد شبكته ونثر من فوقها الحب واختبأ في مكان غير مريء ولكنه كان قريب وحالفه الحظ ولم ينتظر طويلا حتى جاءت حمامة ومعها سربها بأكمله كن قد رأين الحب المتناثر ولكنهن لم يبصرن بعد الفخ الذي نصبه الصياد بشبكته وجميعهن وقعن في الفخ المنصوب فرح الصياد فرحا شديدا انشغلت كل حمامة منهن بمحاولة الهرب بأن تفلت نفسها مما وقعت فيه لكن الحمامة الكبيرة أخبرتهن قائلة
لا تنشغل كل واحدة منا بتخليص نفسها دونا عن غيرها فلنتعاون جميعا على تخليص أنفسنا بكل همة ونشاط ودون تخاذل ولعل عملنا جماعة ينجينا جميعا من هذا الفخ اللعېن 
وبالفعل نجحن جميعا في الإفلات فقد اقتلعن شبكة الصيد وتمكنن من الطير بها بعيدا عن شرك ذلك الصياد الماكر ولكن الصياد مازال متمسكا بصيده الثمين فتبع الحمامات ظنا منه بأنهن سيتعبن قريبا لثقل الشبكة المعلقة بهن
في ذلك الوقت أصر الغراب على معرفة ما سيحدث للحمامة ومجموعتها فتبعهن أيضا قالت الحمامة لصديقاتها
إن الصياد مجد للغاية في طلبكن فطرن بكل قوة تمتلكهن وإننا لن نطير في السماء الطلقة بل سنتوجه إلى الغابة حتى نختفى عن أنظاره ولدي في الغابة جرذ صديق بإمكانه تخليصنا من هذه الشبكة التي أنهكت قوانا
 

اتبعت الحمامات التعليمات كما أنزلت عليهن من الحمامة الكبيرة فطرن بأقصى سرعة لديهن واختفين عن أنظار الصياد الذي يأس من أمرهن وعاد أدراجه کسير الخاطر ومازال الغراب مستكملا الرحلة مع الحمامات حتى يعرف ما سيفعلنه وأول ما وصلن وجهتهن أمرتهن الحمامة الكبيرة بالهبوط أرضا ونادت على صديقها الجرذ الذي شرع في عمله الذي طلبته منه صديقته الحمامة ولكنها طلبت منه أيضا أن يبدأ في قطع عقد صديقاتها الحمامات أولا ومن ثم هي ولكنه سألها عن السبب فأخبرته قائلة

إذا بدأت بي أولا ستمل من كثرة عددنا ومن صعوبة قرضك للعقد نفسها المحكمة علينا فستترك بعضا منهن ولكن إذا تركتني أنا الأخيرة لن تمل وستنجز مهامك لتنقذني أنا صديقتك المقربة 
الجرذ ولكنك ألا تشفقين على حالك! 
الحمامة الكبيرة أشفق ولكنني تكبدت عناء كوني الكبيرة عليهن وبسبب طاعتهن لي أنجانا الله سبحانه وتعالى من هذا الكرب العظيم فلهن حق علي أن أوفر لهن الأمان والحماية وأفضلهن على نفسي 
تمكنت جميع الحمامات من العودة إلى أدراجهن آمنات سالمات
إن بالاتحاد تتحقق المعجزات فباتحاد الحمامات سويا تمكن من النجاة بأرواحهن جميعا ولو فكرت كل واحدة في إنقاذ نفسها فقط دون التفكير في غيرها لهلكنا جميعا وكم من القصص الجميلة التي تبين ضرورة التحلي بالاتحاد وفي نهايتها تكون النصرة