قصة المزرعه
انت في الصفحة 2 من صفحتين
-مادام الامر عندك كذلك، فدعنا نستريح اليوم ونواصل غداً .
– جميل ولكن من يضمن لي البقاء للغد ؟
– ان جاء الاجل فسيحاسبك الله علي نيتك .
– هذا صحيح ، ولكني اطمع في ثواب اكبر، اريد ثواب النية والعمل .
– أكثر الله من امثالك، ولكن اتتوقع ان يكون الناس كلهم مثلك ؟
– انني اريد ان آخذ بالعزيمة، ولا اجبر الناس عليها الا من باب النصيحة، فمن اخذ بها فالاجر له، ومن لم يأخذ بها لا انتقص دينه مادام متمسكاً بالاسلام .
– لقد افحمتني يا اخي وساذهب معك لتوزيع حصة الزكاة .
وما جاء وقت العشاء الا وقد فرغا من توزيع الزكاة علي فقراء القرية وبعد الصلاة انصرف كل منهما الي بيته، اما عابد فقد كان متزوجاً وقد وجد زوجته بانتظاره وقد أعدت طعام العشاء وأما أمين فلما يكن قد تزوج بعد، ولذا فإنه آثر أن يأوي إلى فراشة رغم الجوع، إذ لم يكن قادرا على اعداد الطعام. ولكن ما هي إلا لحظات حتى طرق بابه، ولما فتحه وجد ابن اخيه يحمل له طعاما. فأخذ الطعام وشكره .
تناول الطعام، ثم أوى إلى فراشة، ولكنه لم يستطع النوم، إذ تواردت عليه أفكار وخواطر: إن أخي ذو عيال، وحصته من المحصول مثل حصتي، أليس هو بحاجة إلى المال أكثر مني؟. نعم. ماذا أفعل إذا؟. إنه لن يقبل أن أعطيه شيئا ولو يسيرا من حصتي فما العمل؟ أما عابد فقد ذهب هو الآخر إلى فراشة وتظاهر بالنوم أمام زوجته، فهو الآخر قد انهالت عليه مشاعر وخواطر: إن أخي لما يتزوج بعد، وحصته من المحصول مثل حصتي، وهو بحاجة إلى المال أكثر مني، فالزواج هذه الأيام يتطلب كثيرا من المال!، ماذا يمكنني أن أفعل؟
في منتصف الليل، كانت القرية في هدوء تام بعد أن نامت العيون. فتسلل امين من بيته في هدوء كهدوء القطة، وسار إلى المزرعة وأتي بعربة كبيرة فملأها من كومة المحصول المخصصة له، ثم سار باتجاه کومة أخيه ليفرغ حمولتها هناك. ولكنه في منتصف الطريق بين الكومتين التقي باخيه عابد وكان هو الأخر قد ملا عربة كبيرة من حصته وسار ليفرغ حمولتها فوق كومة أخيه، عقدت لسانهما المفاجأة، فلم ينطقا ببنت شفة. كانت نظرات العيون أبلغ في التعبير من الكلام. تعانقا في صمت. وسالت الدموع على الخدود.