الباسل
رويدا رويدا بين ضوء القمر عن وجه غريمه فهو وجه بدر منير يكاد ان يكون اجمل منه بكثير.. إنها اجاويد بلحمها وشحمها.. فدهش مهيب من قدومها في وقت متأخر كهذا.. وماهي لحظات قليلة حتى علم انها تود مساعدته بالفرار والرحيل من قريتها نهائيا قبل ان ينالوا منه اهل قريتها..
وعندما سألها لما تفعل هذا معه
اخبرته ان ضميرها سيؤنبها لو مسه مكروه خاصة انها ادركت انها مخطئة بشأنه .. ثم فتحت قفل القفص. و حملت الصقر ريشه قليلا وقبلته كأنها تود وداعه فهي ألفته رغم الايام القليلة التي قضاها معها بعد ان وجدته ملقا على الارض جريحا بسبب رمح احد الصيادين . وحثته ان يحافظ عليه جيدا. فهو صقر نادر وجوده هذه الايام.
يتبع.
استيقظ اهالي قرية بن فاس على فاجعة هروب السجين من القفص الحديدي الذي سج به. .. مستغربين كيف له ان يخرج منه رغم صلابة وقوة قفله المتين.
فاتهموا حاكمهم بالإهمال وعدم اتخاذ قراره الصائب بحق المچرم الذي انتهك حرمتهم. حيث منحه فرصة الهرب بدلا ان يقوم بفرض العقۏبة القسوى عليه في حينه.
لم يشأ الحاكم ان يبرر ماوراء قراره. بل ألزم الصمت لحين أثبت عكس ظنون اهل عشيرته.
تقدم الحاكم مابين الجموع مرافقا اجاويد نحو مهيب وهو مبتسما له. .يسأله كيف له ان يقوم بفعل مالم يستطع فعله شباب ورجال قريته.
فرد عليه مهيب. انه استغرب كيف لسجين ليس له سجان يحرسه! فهو لاحظ انه منذ ان حل الليل تفرق الجميع إلى دياره يغلقون الابواب بإحكام حتى انهم يضعون بعض الطعام امامه. ولم يرى بعدها فردا واحدا اخطأ وفتح نافذة بيته او تجرأ وخرج منه رغم ان الوقت لم يزل في بداية حلاكه.. .فبدأ يحلل تصرفاتهم حتى رأى النمر المرقط المتوحش بالصدفة يجول مابين الديار يلتقط الطعام من هنا وهناك. وعندما لم يشبع تبعه مهيب فوجده متجها نحو الزريبة ليحاول إصطياد خروف من بين الخرفان التي هلعت من وجود النمر في وسطهم.
حينها تمم مهيب حديثه بأنه اظهر نفسه امام النمر ليلاحظ وجوده فترك الخروف جانبا الذي كان .. ثم تبع النمر خطوات مهيب الذي ابعده قليلا عن الديار. ثم اوقعه في فخ داخل حفرة كبيرة ألقى فيها دجاجة