الخف الذهبي
طفقت تبكي وحين سألتها البقرة عن سبب بكائها أخبرتها بالأمر كله. لكن البقرة قالت اهدئي! البكاء! وعندما يقتلونني احرصي فقط ألا تأكلي من لحمي البتة وتأكدي من أن تجمعي عظامي كلها وتدفنيها خلف البيت وكلما احتجت شيئا تعالي إلى قبري وسوف تجدين عونا.
وهكذا حين قتلوا البقرة رفضت الفتاة أن تأكل من
اللحم وقالت إنها ليست جائعة ثم جمعت العظام كلها بعناية ودفنتها خلف الدار في البقعة التي أشارت إليها البقرة.
كان اسم هذه الفتاة الحقيقي ماري لكن عملها الكثير
في حمل الماء والطبخ وغسل الأطباق وكنس البيت والقيام بكل ضروب العمل المنزلي وارتباطها الوثيق پالنار والرماد كل ذلك دفع زوجة أبيها وابنتها لأن تدعوانها سندريلا بابالوغا.
وحين مضتا إلى الكنيسة راحت الفتاة تبكي وقالت لنفسها
من السهل أن أعد الغداء. سوف أعده في الحال ولكن من الذي يستطيع أن يجمع كل هذا القدر من الذرة!
وتذكرت في تلك اللحظة ما قالته البقرة إذا ما احتاجت شيئا أن تذهب إلى قپرها وسوف تجد هنالك عونا فأسرعت إلى تلك البقعة وما الذي تحسبون أنها رأته هناك كان على القپر صندوق كبير ممتلئ بشتى أنواع الملابس الثمينة وفوق الصندوق جلست حمامتان
سرت الفتاة كثيرا وأخذت أولى الثياب التي وقعت عليها يدها وكانت من الحرير جميعا فارتدتها ومضت إلى الكنيسة. وهناك تعجب الجميع رجالا ونساء لجمالها وروعة ملابسها لكن أحدا لم يعلم من تكون أو من أين أتت.
وراح ابن الملك الذي تصادف وجوده هناك يرنو إليها طوال الوقت مفتونا بها. وقبل نهاية الصلاة نهضت سندريلا وخرجت من الكنيسة بهدوء ثم أسرعت عائدة إلى البيت.
وما إن وصلت حتى خلعت ثيابها الجميلة وأعادتها ثانية إلى الصندوق الذي لم يلبث أن انغلق واختفى.
وفي الأحد التالي ارتدت زوجة الأب وابنتها ملابسهما بغية الخروج إلى الكنيسة وقبل أن تمضيا نثرت زوجة الأب مزيدا من الذرة على الأرضية وقالت لابنة زوجها إن لم تجمعي كل هذه الذرة وتعدي الغداء قتلتك.
وحين ذهبتا هرعت الفتاة في الحال إلى قبر أمها وهناك وجدت الصندوق مفتوحا كما في المرة السابقة