السبت 23 نوفمبر 2024

قصة احسان

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

....كنت عائدا من مكان عملي بالمدينة وكانت الساعة تشير الي العاشرة مساءا كنت اقود سيارة في الطريق الذي يمر خلف منطقة الشجرة ويمر امام المصنع كان الظلام دامسا والطريق خاليا من المارة لان ذلك الطريق لم يكن طريقا رئيسيا وكان في بدايته شبه مهجور.
عندما اقتربت من المصنع رأيت فتاة تقف علي الرصيف وحيدة وبدأت تشير لي بيدها لأقف
فترددت في بادئ الامر وكنت اسمع تلك القصص التي تروي عن فتيات الليل اللائي يقفن في الطرقات للبحث عن الرجال.
فقررت ان اواصل سيري ولا القي لها بالا.
وبالفعل مررت بالقرب منها دون ان أتوقف

ولكنني سمعت صوتا في داخلي يقول لي ماهذا يارجل أين شهامتك ومرؤتك ياابن الريف هذة ليست من صفاتك ان تترك فتاة لوحدها في هذا الطريق المهجور وحتي وان كانت فتاة لاليل فهي فتاة ضعيفة يجب ان تقف...يجب ان تقف...
وبدأ صوت ضميري ېصرخ قائلا قف...قف ايها الأحمق توقف أيها الجبان توقف أيها الغبي فلم استطيع تجاهل الامر أكثر فاستجبت لنداء ضميري فاوقفت السيارة فألقيت نظرة من مراءة السيارة فكانت الفتاة لاتزال وافقة في مكانها.
فوضعت رأسي علي مقود السيارة مطرقا في التفكير واتسائل في نفسي قائلا ما الذي أفعله. ماذا توقفت لا لا ربما سيجلب لي هذا الامر متاعبا انا غني عنها
يجب ان اواصل سيري بدأت اتذكر تلك القصص والحكايات التي يحكيها زملائي في العمل وكثير من التساؤلات واخيرا انتصرت شهامتي علي خۏفي وتردديفحزمت امري وعدت بالسيارة لتلك الفتاة.
اوقفت السيارة بالقرب منها ثم نظرت لها قائلا انتي محتاجة مساعدة.
ردت الفتاة بصوت حزين نع...نعم...ممكن...
فقلت لها طيب إركبي
فتحت لها باب السيارة الأمامي فترددت الفتاة في بادئ الأمر ثم ركبت علي المقعد المجاور لي ولكنها كانت تبدو قلقة ومتوترة ولم تنظر لي.
فتفحصتها نظراتي احس بان هذا الفتاة لا يمكن ان تكون فتاة ليل فهي تبدو خائڤة جدا...فبدأت اتفحصها جيدا...وكانت تضغط علي اصابعها بشدة بسبب التوتر فشعرت انا نظراتي لها قد إزدادت من توترها فادرت محرك السيارة دون ان اتحدث معها انطلقت بالسيارة في الطريق الذي كنت اسير به كل يوم تفاديا لحركة الازدحام
سلكت طريق ولم تنطق الفتاة بحرف بل كانت شاردة.
عندها إلتفت اليها قائلا انتي لست من هنا واين ذاهبة
نظرت الي الفتاة بعينان مكسورتان وردت بصوت حزين انا ذاهب معك
فتفاجأت بما قالت ولكنني تريثت قليلا ثم قلتذاهبة معي إلى اين
ردت الفتاة لا أعرف المهم المكان لي انت تريده 
شعرت بإنها ربما تعاني من خطبا ما لانها كانت تبدو وكأنها مريضة فقلت لها هل أنتي مريضة
نظرت إلي وكانت دموعها على وشك النزول قالت لا لكن أنا جائعة أتمنى لو تأتي بحاجة أكلها وبعد ذالك نواصل طريقنا وانا سوف أفعل لك اي شيء تريده
شعرت ألم يعتصر بقلبي يالها من فتاة مسكينة فعلمت بأنها ربما تكون في بداية الطريق لتصبح فتاة الليل فشعرت بدمعة ساخنة تنزل علي خدي ثم نظرت لها قائلا حسنا ممكن
اسألك سؤال
ردت دون ان تنظر لي تفضل
فقلت هل أنتي طالبة 
قالت بحزن نعم.
قلت اين تسكن واين تدرسين
قالت الفتاة أنت لا يهمك التفاصيل قل لي ماذا تريد وأنا أفعله وانتهى الكلام
فقلت لها حسنا هل أنتي تعرف ماذا أريد أنا 
قالت بصوت واهن انت لا تريد أن تأتيا لي بالأكل صدقني أرجوك أنا أموت بالجوع وأنا ثلاثة أيام لم أكل حاجة
صدمني ماقالته واحسست بالذنب والحزن لحالها فقلت حسنا انا أكيد د سوف اتي لكي بالأكل لكن أوعدني لكي تحكي لي اي حاجة 
قالت بإستسلام حسنا أوعدك
وصلت إلى اخر محطة في المنطقة اوقفت السيارة بالقرب من كافتيريا كانت لصديق اخي ثم طلبت منها ان تنزل معي فترجلنا من السيارة وذهبت لصديق اخي وطلبت منه ان يوفر لنا مكان هادئ فأستغرب من الامر ولكني قطعت شكه اخبرته بما حدث واخبرته انني فقط اريد مساعدة هذه الفتاة
قصة_إحسان
قصة_إحسان_الجزء_الثاني
أخذنا الرجل الي غرفة صغيرة خلف الكافتيريا كانت مخزنا لتخزين المواد وطلبت منه ان يجلب لنا الطعام وعدت إلى الفتاة التي كانت تجلس في داخل الغرفة في خوف وترقب وأول مادخلت عليها نظرت لي بعيون باكيا وقالت
أنت وعدتني انك تحظر لي الأكل احظره وانا لك افعل ما تريد وبدأت الفتاة تبكي وتترجاني وانا كنت مستغربا من امرها
فاقتربت منها بهدؤ قائلا لا تخافي الأكل أتى واطمئن ولن أفعل لك اي شيء حاجة
فاجلستها علي الكرسي وكانت خائڤة وبعد لحظات عاد الرجل ومعه مالذ وطاب من الاكل و العصير فوضعها علي المنضدة وخرج.
فطلبت منها ان تأكل وجلست اراقبها.
بدأت الفتاة تأكل بشراهة وكأنها لم تذق الطعام منذ اسابيع
وكنت اراقبها في حزن عميق فكانت فتاة في غاية الجمال وعيناها واسعتان ووجها البريء فكانت الفتاة تأكل وتنظر لي من حين لاخر.
وكنت اتسائل في نفسي يا ترى ماقصتها ومالذي اجبرها علي ذلك وكيف لفتاة جميلة مثلها ان تبيع نفسها من اجل لقمة العيش اين اسرتها والعديد من الاسئلة مرت بخيالي دون العثور علي اجابة تريح اعصابي.
ثم بدأت أفكر ولأول مرة ماذا افعل أين سآخذها كيف واين ستقضي ليلتها هذه فخطرت ببالي فكرة لدي منزل عمي بالمنطقة وهو خالي تماما لأن عمي وأسرته قد سافروا البلد ومفتاح المنزل معي....
عندها قررت ان إخذها الي هناك. ولكن كييف ساترك فتاة لوحدها فلا يمكنني البقاء معها في منزل لوحدنا...
ثم ايضا انا لا استطيع اخذها معي الي منزل شقيقي فانا اعلمه جيداسيحاصرني بالكثير من الاسئلة التي لا استطيع الاجابة عليها.
لا بأس سآخذها لمنزل عمي علي اي حال ثم سأري ماسيحدث لاحقا.
وبعد ان فرغت الفتاة من تناول الطعام وشربت العصير نظرت لها قائلا هل...شبعتي 
قالت نعم الحمد لله شكرا ليك
قلت لها نذهب الان 
ردت دون ان تنظر لي نعم
خرجنا من الكافتيريا وركبنا السيارة ثم انطلقنا وصلت الي المنطقة وطلبت منها ان لا تنزل من السيارة حتي لا يراها احد الجيران
فقالت لي بصوت عفوي هل البيت فارغ يعني انا لا اريد أي أحد يعرف 
فأجبتها قائلا لا تخافي البيت فارغ
ترجلت من السيارة وفتحت باب المنزل وادخلت السيارة الي الداخل وطلبت منها ان تنزل فنزلت وسارت خلفي في خطوات متوجسة ربما في داخلها الف سؤال وسؤال
هي داخلة وهي تعلم بأنها لن تخرج من هذا المكان كما دخلته وهي تعلم بأنها ستتنازل عن اغلي ماتملك فقط من اجل بعض الاوراق النقدية وهي تعلم ربما ستتدمر حياتها بأكملها بسبب لحظات قليلة وهي تعلم بأنها ربما تتضاءل فرصها في الزواج وربما تتلاشي تماما بعد هذة الليلة...
نعم ربما تفكر في كل هذا وهي تخطو خلفي نحو باب غرفة مغلقة لايوجد بها أحدا وهي تفكر في كل هذا وهي تتمني ان تعيش هذة اللحظة فقط يتغير شيئا واحدا
هو ان يكون ذلك الغريب الذي تسير خلفه هو سترها زوجها امانها وحفظها لتتغير كل تلك الأشياء لينظر لها الله نظرة رضاء رحمة لتتنازل عن اسم الانسة لتصبح زوجة...
ولكنها هل سينفعها التفكير في هذة اللحظة هل تستطيع انقاذ نفسها هل سمعت
 

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات