الجمعة 22 نوفمبر 2024

بائع البرتقال

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


والدي كما تمنى فقد سبقنا الى السماء....وبكيت تعب والدي وشقاؤه وتمنياته ليراني طبيبا...انها الحياة....تذكرت عمو كريم بائع البرتقال...تركت كل شي خلفي وانطلقت بسيارتي الى المدينة لمكان الكريم .. فلعل الحياة تعاقبني....فلم اجده...ولم اجد تفاحاته ولا العصير ولا الميزان...سألت عنه جاره في الدكان ...وتحدثنا عنه وتذكرني.... وقال لي...صدقا يابني هذا الرجل رحمه الله قد احبك ... وكان يكلمني عنك قائلا هذا ابني الذي اشعر بحنانه...سالت دمعة مسحتها بحزن اردف قائلا لقد ترك لك رسالة وهذا الميزان....واعطاني الرسالة...وقال هو كان متأكدا بأنك ستسأل عنه بعد تركك المنطقة...وكان يقول سيعود...سيعود .. اخذت الرسالة وذهبت الى شاطيء البحر لأقرأها بهدوء ولوحدي..وقال فيها....بني...رسالتي هذه ردا على أسئلتك لي يوما....كان لي عائلة ومنزلا وبستان وزوجة واولاد وكثيرا من الاموال...علمت اولادي... وتفوقوا في حياتهم وتعبت معهم...لكن الحياة فيها مفاجآت...دخل الطمع بين افراد عائلتي والناس...الذين كنت معهم كريما وصادقا اعطيت الجميع ولكل سائل يطرق بابي...لكن بددوا اولادي ثروتي ...بعد ۏفاة والدتهم ...وانطلقوا إلى حياتهم كما يشتهون مع المال...تركت كل شيء خلفي...وتركت اولادي مع طمعهم وعشت في هذه المدينة وحيدا بدأت بعمل نقل الصناديق والفاكهة الى المحلات ...وتحولت الى بائع فاكهة على هذا الرصيف الذي كان ليخلف دكان جاري غرفة صغيرة لا يدخل اليها الضوء هي منزلي ومعيشتي في زاوية صغيرة ابكي بها اسفا على طمع البشر حتى ولو كانوا اولادي...فعندما التقيتك...وشاهدت اصرارك على الدراسة والنجاح وتوفيرك لقروشك توسمت بك كل الخير ..وقلت لربما الله عوضني بك عن اولادي...لكن لا أعلم ماذا تخبئ لنا الحياة وايامها...تأخرت عني ..ولا أعلم سبب غيابك....لقد عرفت بنجاحك وانتقالك إلى مدينة اخرى...وافتتاح عيادة لك...وكنت موقنا بأنك ستسأل عني ...لقد اقلقني غيابك.... وابتسمت مع دمعتي في غرفتي المظلمة بعدما فتك المړض بي...وأيقنت بعودتك....بني هذا الميزان لك...لتذكرني به...ولتعمل به في حياتك مع الناس....بالقسط والميزان ....كن بين الكرم والبخل...بين الفرح والحزن...بين الثقة والحذر....كن مع نفسك وربك....كن انت فقط نفسك...واجتهد وكافح ولا تتعود بعد النعمة على دوام النعمة...كن مع اولادك أبا تعطيهم النصيحة ولا تكثر بين يديهم المال

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
....فانه زائل...كن وسطيا بكل شيء...كن وفيا لمن وقف الى جانبك...كن انت ياأبني الذي رأيت فيك كل حياتي وذكرياتي..
...طويت الرسالة...وقبلتها ...ومسحت بها دموعي وألقيتها بالبحر حتى تتبلل ولا يرى احد دموعي....وبكيت...

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين