رواية قطة في عرين الأسد شيقة بقلم الكاتبة سمرة
تنظر الى ظهر مراد النائم .. ابتسم مراد رغما عنه .. شعر بأنه يريد التوجه اليها الآن .. ويأخذها بين ذراعيه .. ويخبرها بأنها أحلى ما فى حياته .. ويرجوها ألا تغادر حياته .. لكنه لم يستطع .. الټفت لينظر اليها .. فوجد أنظارها معلقة به .. تلاقت نظراتهما وكلاهما نائما فى مكانه .. شعرتالفصل الرابع والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
جلست مريم فى حديقة الفيلا فى انتظار قدوم سهى .. التفتت الى البوابة لترى سيارة أجرى تتوقف أمامها .. دققت النظر لترى فتاة تعبر البوابة فى طريقها الى الداخل .. شعرت بالدهشة ونهضت من مكانها وذهبت فى اتجاهها وهى مندهشة تلاقت الفتاتان .. وقفت مريم أمام سهى تنظر الى العباءة المحتشمة التى ترتديها .. والى الحجاب الطويل الذى ترتديه فوقها وتخفى به شعرها كله .. تأملت ملامحها التى ظهرت بريئة بدون أى أصباغ صناعيه .. ابتسمت سهى وقالت
ابتسمت مريم واقتربت منها معانقة اياها وقالت
بصراحة أيوة
ثم ابتعدت خطوة لتنظر اليها مرة أخرى بإمعان قائله
ايه التغيير ده
قالت سهى مبتسمه
تعالى نعد وبعدين نتكلم
توجهتا الى الحديقه وجلستا على أحد المقاعد الكبيرة .. نظرت مريم الى سهى مبتسمه وهى تقول
ما شاء الله شكلك حلو أوى يا سهى بجد وشك منور
ابتسمت سهى وقالت
الحمد لله .. كنت عارفه انك هتشجعيني .. خفت أتكلم مع حد تانى غيرك يحبطنى ويرجعنى لوره
قالت مريم
بس ايه التغيير ده .. ايه اللى خلاكى تاخدى الخطوة دى
تنهدت سهى وقالت بحزن
نظرت الى مريم قائله
وقررت أفوق
ابتسمت مريم بسعادة وقالت بحماس
ما شاء الله .. ربنا يثبتك يا سهى
قالت سهى وقد تجمعت العبرات فى عينيها
مريم انا جتلك عشان محتاجه اتكلم معاكى .. محتاجه أسمع منك كلام يطمنى
قالت مريم بقلق
خير يا سهى
قالت سهى والعبرات تتساقط من عينيها
سامر رفض انه يتجوزنى
شعرت مريم بالأسى من أجلها فأكملت سهى پألم
عارفه .. انا كده ضعت .. ريحيني يا مريم .. محتاجه أسمع كلام يريحنى شوية .. يحسسنى ان فى أمل .. يحسسنى ان ربنا معايا .. يحسسنى انى مش هضيع .. يحسسنى انى هبقى كويسة .. ان ربنا ممكن يسامحنى
شعرت مريم پألم سهى وبمدى معاناتها .. فقالت بحنان
سهى يا حبيبتى المفروض متيأسيش من رحمة ربنا أبدا .. كل واحد فينا بيغلط .. بس لازم نصلح الغط ده ومنتماداش فيه .. وده الى انتى عملتيه دلوقتى .. عملتى وقفة مع نفسك وغيرتى الحاجه اللى غلط فى لبسك وشكلك وفى تصرفاتك .. وبدأتى تقربي من ربنا أكتر وتهتمى ايه بيرضيه وايه بيغضبه .. صدقيني يا سهى لو فضلتى كده مستحيل ربنا يضيعك أبدا .. طول ما انتى مع ربنا مستحيل تخسري .. بس لو ربنا ابتلاكى اعرفى انه بيبتليكي عشان يختبرك .. عشان يمتحن صبرك وقوة ايمانك ..
تنهدت سهى فى ارتياح وعلامات الراحة على وجهها وهى تستمع الى كلمات مريم التى نزلت عليها بردا تبرد ڼار
قلبها .. نظرت اليها وقالت مبتسمه
بجد أنا بحبك أوى يا مريم .. ريحتى قلبي بكلامك ربنا يريح قلبك
ابتسمت مريم وعانقتها قائله
و انا بحبك أوى يا سهى .. وأتمنى أشوفك فى أحسن حال
ابتعدت عنها سهى وقالت بلهفه
ادعيلى يا مريم ادعيلي ان ربنا يهديني ويقبل توبتى
ابتسمت مريم وقالت
حاضر يا حبيبتى .. هدعيلك من قلبي
دخل حامد مكتبه وهو يحمل بيده ورقة بدت له فى غاية الأهمية مذيلة بأحد الأرقام .. اتصل بالرقم المكتوب فرد عليه صاحب الرقم
ألووو
قال حامد
ألو .. حسن بيه المنفلوطى
قال حسن
اييوه آنى .. ميين بيتكلم
قال حامد وهو يرجع ظهره الى الوراء ويضع ساقا فوق ساق
أنا واحد هيقدملك خدمة عمرك
صاح حسن بعصبية
خدمة اييه .. وانت ميين
قال حامد وعيناه تلمعان خبثا
انا مين مش مهم .. أما خدمة ايه أقولك .. ايه رأيك أوصلك ل مراد خيري الهواري
ساد الصمت للحظات قبل أن يقطعه حسن قائلا
انت بتعرفه
قال حامد
أيوة أعرفه .. أعرفه كويس أوى
قال حسن بشك
وانت ايه مصلحتك فى اكده
قال حامد وقد تبدلت تعبيرات وجهه لتشى پحقد دفين وهو يتلمس أسنانه الصناعية ويتذكر يوم تهجم مراد عليه فى المكتب
عشان عايز أنتقم منه .. وعشان عايز أشيله من طريقي تماما
قال حسن بحماس
جولى عايز كام وآنى أدفعهملك فورا و كاش
قال حامد بإبتسامه خبيثه
لا مش عايز فلوس .. زى ما قولت دى مجرد خدمه .. والباقى عليك
قال حسن بلهفه
جولى ألاجيه فين
قال حامد والشرر يتطاير من عينيه
هقولك
كانت مريم تجلس بمفردها فى الحديقة بعد رحيل سهى فإقترب منها مراد قائلا
مريم ممكن نتكلم شويه
التفتت اليه بسرعة و قالت
أيوة اتفضل
جلس بجوارها وترك مسافة بينهما .. نظرت اليه وقالت بقلق
خير فى حاجة حصلت
نظر اليها مراد قائلا
انتى كنتى عارفه ان جمال ابن عمى اتجوز صباح عمتك
قالت مريم يهدوء
أيوة عارفه
قال مراد وهو يتفرس فيها
وعارفه اتجوزوا ليه
قالت مريم بحيرة
يعني ايه اتجوزوا ليه
قال مراد مستفهما
انتى عرفتى ايه بالظبط
قالت بإستغراب
عرفت انهم اتجوزوا بس ..
تيته اللى قالتلى واتصلت ب صباح باركتلها .. ليه بتسأل السؤال ده
تنهد مراد فى أسى ثم قص عليها أن صباح هى من أطلقت الڼار على جمال وأنها هى من أوقعت بها ليحقق جمال انتقامه .. شعرت مريم بالصدمة وقالت بعدم تصديق
معقول .. معقول صباح تعمل فيا كده .. ده أنا بنت أخوها
ثم نظرت اليه قائله
مين قالك الكلام ده
قال مراد بحنق
عمى اللى قالى .. ومن ساعتها وأنا
قرفان أتصل ب جمال
غشت عينيها العبرات وهى تشعر بالألم لتلك الخېانة التى تعرضت لها من أقرب الناس اليها .. قال مراد بندم شديد
أنا آسف يا مريم .. ظلمتك أوى وقسيت عليكي أوى .. أنا آسف بجد
نظرت اليه مريم والعبرات فى عينيها .. فأكمل قائلا پألم
لو كان فى أى حاجة اقدر أعملها عشان أكفر بيها عن كلامى ليكي ومعاملتى ليكي قوليلى وأنا أعملها
قالت مريم وهى تحاول منع عبراتها من السقوط
أنا مش زعللنه منك .. انت معذور مكنتش تعرف .. كان مستحيل ييجي فى بالك اللى حصل ده .. زى ما هو مستحيل كان ييجى فى بالى
ثم قالت بدهشة ممزوجة بالألم
بس ليه ابن عمك يعمل فيا كده وهو ميعرفنيش
تنهد مراد قائلا
عمتى الله يرحمها قالتلى انه عمل كده عشان ينتقم .. وانه بيصفى حساب قديم
قالت مريم بدهشة
حساب ايه
قال مراد بحيره
معرفش .. صدقيني معرفش .. بس أكيد حاجه تخص المشاكل اللى كانت بين العيلتين زمان
جناحها شكله في مشكلة .. مش عارفه تطير
أعمل ايه
قال مراد بحيرة
مش عارفه
قالت مريم وهى تشعر بالأسى لأجلها
هدخل أشوف أى حاجة عشان أأكلها ممكن تكون جعانه .. وبعدين نشوف دكتور بيطري أو نوديها محل عصافير أكيد اللى بيبيع هيكون فاهم
ابتسم مراد ونظر اليها بحنان قائلا
شكلك بتحبي الحمام أوى
قالت مريم وهى تتأمل جناح الحمامه بإهتمام
لا أنا أول مرة أمسك حمامه .. بس صعبت عليا عشان جناحها مكسور ومش قادره تطير
اختفت ابتسامه مراد ليحل محلها الوجوم .. ترى كيف سيكون رد فعلها ان أخبرها بإعاقته .. أستشفق عليه مثلما أشفقت على تلك الحمامة .. لا وألف لا .. لن يتقبل منها أى شفقه .. لن يسمح لها بالشعور بالشفقة من أجله .. آخر ما يريده منها هو شفقتها .. نظرت اليه مريم وقالت كمن تذكرت شيئا هاما
صحيح كنت عايزة أزور وحدة قريبتى فى دار المسنين
أفاق مراد من
شروده وسألها
تقربلك ايه
شعرت مريم بالتوتر واحتارت أتخبره أم لا .. فقال مراد وهو يتفرس فيها
أنا سألتك لانك قولتيلى قبل كده انك ملكيش قرايب هنا
تلعثمت مريم وهى تقول
ليا قريبة واحدة بس
أعاد مراد سؤاله
تقربلك ايه
قاطعهما صوت نرمين التى أقبلت نحوهما تقول
يلا يا جماعة الأكل جاهز ومستنيينكوا على السفرة
حمدت مريم ربها على قدوم نرمين الذى أنقذها من سؤال مراد .. فلم تكن تتوقع أن يسألها هذا السؤال .. وهى ليست مستعدة لإخباره الحقيقة بعد .. لانها لا تستطيع النبؤ برد فعله ان علم .. سبقتهما مريم الى الداخل وهى تحمل الحمامه فى يدها .. التفتت نرمين لتدخل هى الأخرى فأوقفها مراد قائلا
نرمين .. فكرتي فى الموضوع اللى كلمتك فيه
ماما هتقولك ردى يا أبيه
ابتسم مراد وقد توقع موافقتها .. التف الجميع حول طاولة الطعام مبتسمين لبعضهما البعض .. قالت مريم بحزن
لقيت حمامه ياعيني جناحها مكسور فى الجنينة وقعت من على الشجرة مكنتش عارفه تطير
قالت سارة بتأثر
يا حرام
قالت ناهد
وبعدين طارت
قالت مريم
لا مش عارفه تطير خدتها المطبخ وحطتلها أكل
قالت نرمين فجأة بحماس
صحيح ما قولتلكوش .. النهاردة وأنا فى الجامعة .. قالوا ان ادارة
الجامعة عاملة دورة فى الإسعافات الأولية واشتركت
فيها
ابتسمت مريم قائله
أنا كمان كنت اشتركت فى دورة زى دى لما كنت فى الكلية
ابتسمت نرمين قائله
بجد
أومأت مريم برأسها وقالت
أيوة .. مفيدة على فكرة وبيدوكى شهادة فى نهاية