قصة الغابة المسحورة
كنت في يوم من الأيام شابا مثلك كثير الآمال وأحببت من قريتي فتاة كاملة جميلة الصوت تسمى لطيفة وفى اليوم المحدد لزواجنا اضطررت أن أذهب إلى الحقل لأحضر قطيع الغنم إلى حظيرتها التي تفع خلف البيت في قريتنا
فلما رجعت في المساء وجدت أن عروسي لطيفة خطفت وأخفيت في الغابة المسحورة وقد خطڤها ذلك الساحر المؤذي وكل ما عرفته من الناس الذين شاهدوا الحاډث أن لطيفة كانت تغنى بصوتها العذب الجميل على سطح بيتها
كان عمري في ذلك الوقت عشرين سنة وقد زدت الآن على الستين ومكثت أكثر من أربعين سنة أنتظرها وأنتظر رجوعها. وأعتقد أنها لن ترجع ولم أفكر في تلك المدة الطويلة أن أتزوج غيرها وسأستمر مخلصا لها طول حياتي وإني متأكد مما أقول
أجاب الراعي الهرم الكبير السن أيها الشاب العزيز إن الغابة المسحورة هي الغابة السوداء وهي في مكان خطړ ولا يستطيع أحد أن يدخل تلك الغابة وإذا ډخلها إنسان فلن يخرج منها سليما إلا إذا كان ساحرا ماهرا شجاعا
ينتظر الراعي الإجابة عن سؤاله واستمر في تكملة القصة قائلا إن الآنسة أمينة كانت معروفة في قريتنا بالجمال وكمال الخلق والعطف على فقراء القرية والمحتاجين فيها ولم ترد فقيرة لحسن التطواني تذهب إليها في بيتها من غير أن تساعدها وتعطيها ما تحتاج إليه وفي ليلة قمرية من الليالي كان في بيت عمدتنا حفل عيد ميلاد لابنته الواحدة أمينة
ووصلوا إلى مدخل الغابة ومعهم أسلحتهم ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا ورجعوا جميعا مهزومين ولم يمكنهم أن يتغلبوا على ذلك الساحر الشيطان فقد قوبلوا عند وصولهم بزوبعة فظيعة فتفرقوا وتاه بعضهم ورجعوا بدونها إلى القرية بعد أيام ولم يتمكنوا من دخول الغابة السوداء وعادوا أقل عددا مما ذهبوا
فصاح الراعي وقال له لا لا أيها