بائعه اللبن
انت في الصفحة 2 من صفحتين
اليتيم و والدتها المړيضة .
لم يرد وولاني ظهره وأنصرف بكيت في هذا اليوم كما لم أبك من قبل لعنت الظروف والفقر والمړض في الحقيقة كنت أتحمل رحيل أبي أما رحيل عادل كنت أضعف من أن أتحمله بعد هذه الحاډثة بإسبوع تم طردي من المحاضرة المعيد الغبي لم يتحمل فكرة أنني لم أقتني الكتاب حتى الآن نعتني بالمستهترة لم أنجح في إخباره أن الفقر هو السبب خرجت من المحاضرة باكية وقررت أن أترك الجامعة بلا عودة وفي اليوم التالي كنت أفترش أرضية السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطعا من الجبن وقليل من البيض وبعد قليل من الوقت فوجئت بذلك المعيد القاسې يقف أمامي ويديه خلف ظهره يبدو أن هناك شيئا يحاول إخفاءه تلقائيا غطيت وجهي بوشاحي ظنا مني أنه بالتأكيد سيتذكرني إن رأى وجهي فآثرت إخفاءه لكنه ضحك ضحكة طويلة ثم هتف أيعقل أن يخجل المكافح من كفاحه !
فبكيت في اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة كنت راضية عن الفقر والظروف والمړض كنت معجبة بكفاحي ومؤمنة أن هذه هي معركتي التي خلقني الله لأجلها وجاء المعيد وبدأ محاضرته قائلا لم أكن مرفها يوما ولم أولد وبفمي ملعقة من ذهب في وقت مضى كنت عاملا باليومية وسائق تاكسي وكثيرا كثيرا ما نمت وأنا جائع ثم أتبع
أحببت أن أشارككم جزء من قصتي في قرارة نفسي كنت أعلم أنه يخصني أنا بهذا الجزء أنه يقصدني أنا من بين ألف طالب فأحببت الحياة ورضيت عنها ما زال في هذه الدنيا أناس طيبون لا يبخلون بالكلمة الطيبة ولا يحبسون الاعتذار في صدورهم
قلت بخير أظن أنها لم تعد تخجل من عملها بل وتحبه إنه قدر الله كيف للمرء أن يكره قدر الله !
وبدون مقدمات جلس على الأرض ببذلته الأنيقة إلى جانبي وتعالى صوته البيض والجبن واللبن من يريد
الزجاجة بعشرة ضحكت من أعماقي آمنت أن الخير يكمن في الشړ وأن الله ما انتزع منا شيئا إلا ليعوضنا بشيء أفضل منه إن الله كريم في هذا اليوم أنهيت عملي باكرا بفضل تصرفاته الجميلة ولفت أنظار المشترين كيف لأنيق مثل هذا الشاب أن يبيع اللبن بسوق شعبي كهذا وفي نفس اليوم بدأ المحاضرة بقوله بالمناسبة نسيت أن أخبركم أنه يوما ما إلى جانب عملي كسائق أو عامل باليومية عملت
العبره من القصة
الرضي بقضاء الله وقدره أول طرق السعادة
الحمد لله أن عادل قد تخلى عني من البداية والحمد لله أنني طردت من الجامعة الحمد لله على فقري وممتنة جدا جدا لوظيفة بائعة اللبن كل هذه الصعاب جذبتني رغما عني لتضعني في طريق الرجل الصحيح أكتب هذا المقال وهو يقرأ لي روايتي المفضلة بالمناسبة إنه يحبني ولا يؤذيني ويدللني دائما ويحب أن ينعتني بقوله لي يا ابنة بائعة اللبن.