أسيرة الشيطان
في نفسه أهلا بيكي في چحيم جاسر مهران يا بنت صبري الدمنهوري
بينما في المسجد القريب من الشركة وقف علي يؤدي صلاته بخشوع ومع كل سجدة يدعو فيها الي جاسر فهو صديق طفولته ورفيق دربه واخيه الذي لم تلده أمه
أما في مكتب جاسر
فكان منشغلا بمعرفة كافة المعلومات عن هذه الحسناء الفاتنة ذات الشعر الأصفر الطويل والعيون الخضراء والبشرة البياض ناصعة البياض والقد الممشوق كعارضات الأزياء
ابتسم بخبث وهو يضع احدي مخططاته لايقاعها في شباكه
أما في ادارة حسابات الشركة
يجلس مجموعة من الموظفين منكبين علي عملهم يعملون كالعبيد خوفا من بطش مديرهم المتجبر من بينهم الأستاذ حسين
رفع حسين نظره مبتسما ليشكر العامل
حسين مبتسما عم إسماعيل عاش من شافك يا راجل كنت فين طول المدة دي
لاحظ حسين نظرة الانكسار والذل في عيني إسماعيل فاكمل بقلق مالك يا عم إسماعيل
إسماعيل ما فيش يا إبني
حسين اديك قولت أهو ابنك مالك أول مرة أشوف النظرة دي عينيك
فرت دمعه هاربة من عيني إسماعيل صدمت حسين وادهشته عم حسين أنت بټعيط دا الموضوع كبير علي كدة وأنا مش هسيبك غير لما اعرف فيه ايه
إسماعيل باكيا جاسر مهران يا إبني جاسر مهران كسرني وذلني أنا وبنتي
إسماعيل هقولك يا إبني من حوالي شهر طلبت من تهاني بعد ما تخلص كليتها تعدي عليا و نروح سوا نجيب شوية طلبات للبيت عشان مراتي ربنا يشفيها عندها تعب في رجلها ويا رتني ما قولتلها تيجي لما جت هنا شافها جاسر سلم عليها واتكلم معاها بأدب استعربت جدا من طريقته بس ما حطتش في دماغي وخدتها ورحنا الطلبات وبعد كدة روحنا علي البيت لحد بليل
Flash back
في بيت إسماعيل دسوقي في حارة شعبية متواضعة جدا
رن جرس المنزل
إسماعيل افتحي يا تهاني شوفي مين
فتحت تهاني الباب للتفاجئ بجاسر في ابهي صوره يرتدي بدلة سوداء وقميص أبيض مفتوح أول ازراره يحمل بين يديه باقة ورد كبيرة والعديد من علب الهدايا
تهاني پصدمة أنت قصدي جاسر بيه اتفضل يا افندم
دخل جاسر الي المنزل ينظر حوله بازدراء الي حالة المنزل المتدنية ولكن استطاع ببراعة اخفاء ضيقة تحت ابتسامته الخادعة
اسماعيل مين يا تهاني
تهاني دا جاسر بيه يا بابا
هرول إسماعيل ناحيتهم پصدمة
اسماعيل پخوف جاسر باشا خير يا باشا ايه الي حصل
جاسر بابتسامة زائفة مالك يا عم إسماعيل اهدي كدة دا أنا جاي أشرب معاك كوباية شاي ولا أنت بخيل ولا ايه يا عم إسماعيل
جلس جاسر بتواضع مزيف باختصار كدة يا عم إسماعيل أنا طالب أيد تهاني
إسماعيل پصدمة تتتهاني بنتي
جاسر ضاحكا آه تهاني بنتك قولت ايه يا عم إسماعيل دا شي يشرفني يا باشا بس العين ما تعلاش عن الحاجب احنا فين وسيادتك فين
جاسر بود زائف ايه الكلام القديم دا يا عم إسماعيل كلنا ولاد تسعة ما يغركش الوش الخشب الي في الشركة أنا بعمل كدة عشان المواظفين يخافوا مني قولت ايه يا عم إسماعيل نقرأ الفاتحة
هز إسماعيل رأسه إيجابا سريعا فهو الي الآن لا يصدق أن جاسر بيه يريد الزواج من ابنه الساعي
جاسر أمين اخرج جاسر علبة زرقاء للمجوهرات دي شبكة تهاني هدفع 100 ألف مهر و 100 مرخر صداق دا بعد الشړ يعني لو لقدر الله حصل واتطلقنا قولت ايه يا عم إسماعيل
إسماعيل هو في كلام يتقال بعد كلام سيادتك موافق طبعا
جاسر احم بس انا عندي طلب
إسماعيل اؤمر ياباشا
جاسر أنا عايز الجواز يتم في خلال أسبوع بالكتير
إسماعيل بتردد ايوة بس تهاني لسه بتدرس
جاسر مبتسما وماله تكمل عندي في بيتي أنا مستحيل امنعها من التعليم بس سامحني أنا مش هقدر أعمل فرح
تهدج صوته پبكاء مصطنع أصل عمتي لسه مټوفية من 10 أيام
إسماعيل بحزن الله يرحمها يا إبني خلاص بلاش فرح عشان ظروفك
جاسر حيث كدة بقي انا هاجي بكرة ومعايا المأذون
إسماعيل بالسرعة دي كدة مش هنلحق نجهزها
جاسر أنا عايزها بشنطة هدومها الحمد لله الشقة عندي جاهزة من مجاميعه مش ناقصها غير عروستنا تنورها قول موافق بقي يا عم إسماعيل
إسماعيل موافق طبعا !
الفصل الثاني و
رحل جاسر وبقيت تهاني طوال الليل شاردة في حياتها القادمة لاتنكر إعجابها بعاصم زميلها في الجامعة ولكنها لا تعرف
إن كان يبادلها نفس الشعور هو حتي لا ينظر إليها ولا يتكلم معها ابدا
لذلك قررت أن تنحني شعورها بذلك الحب جابنا وتفكر في حياتها القادمة مع هذا الثري الوسيم
في اليوم التالي في نفس الميعاد حضر جاسر ومعه المأذون والشهود وتم عقد القران وأصبحت تهاني زوجة جاسر رسميا
جاسر مبتسما مبروك يا توتة
تهاني بخجل الله يبارك فيك
جاسر يلا بقي
يا حبيبتي عشنا السعيد مستنينا
هزت رأسها إيجابا بخجل تقدم جاسر وحمل حقيبتها واخذها ليذهب الي منزلها
ولكن بعد مرور أسبوع واحد وجد إسماعيل ابنته ملقاة أمام باب المنزل بجانبها حقيبة ثيابها ووثيقة طلاقها نقلها سريعا الي احدي المستشفيات الحكومية ب
Back
إسماعيل باكيا صرفت كل الي اديهولي وكل الي حيلتي علي المصحة والادوية وبردوا ما فيش فايدة بنتي ما اتحسنتش ولا واحد في المية حتي الدكتور قالي أنها اتعرضت لتعذيب شديد خلي عقلها يرفض أنه يرجع للواقع تاني في الآخر يا ابني الفلوس خلصت فاضطريت ارجعها تاني البيت
حسين پصدمة مما سمعه معقولة الكلام دا
إسماعيل باكيا من ساعتها يا إبني لو حد غلط وقال اسم جاسر ولو بالصدفة تفضل تصرخ وتترعش وټعيط
حسين پصدمة أنا مش لاقي كلام اقوله أنا مش فاهم ازاي في إنسان جواه الشړ دا كله طب أنت عملت ايه معاه
إسماعيل روحتله اقوله أنت عملت ايه في البنت
رد عليا بجملة أنت بعت وقبضت وأنا اشتريت ودفعت مالكش دعوة بالي حصل وكل عيش
وطردني من مكتبه
حسين پصدمة دا مريض نفسي مستحيل يكون طبيعي ابدا
اسماعيل باكيا ربنا علي الظالم والمفتري حسبي الله ونعم الوكيل فيه
اخرج حسين بعض النقود من جيبه واعطاها لإسماعيل رغم ضيق حاله ولكن لن يتواني عن مساعدة هذا الرجل المسكين وابنته
حسين أرجوك يا عم إسماعيل لو عوزت اي حاجة قولي علي طول وأدعي يا عم إسماعيل ربنا ما بيردش دعوة المظلوم ابدا
إسماعيل حاضر يا إبني عن اذنك
رحل إسماعيل وعاد حسين لمباشرة عمله ولكن بنصف عقل بينما النصف الآخر يكاد يبكي مما حدث لهذا المسكين وابنته
أنتهي دوام العمل فعاد حسين الي منزله لتقابله رؤي بابتسامته المرحة
رؤي مبتسمة ابو الإحسان وحشتني يا راجل اوعي تكون ما صلتش الضهر والعصر أزعل منك
حسين مبتسما لاء ما تقلقيش صلتهم وأنا في الشغل
رؤي مبتسمة أيوة كدة يا أبو الاحسان يلا الغدا جاهز عملهولك بايديا
مجيدة يا سلام علي اساس ان أنا ما كنتش بعمل معاكي
عاصم غامزا أيوة يا عم ماشية معاك حلاوة متجوز اتنين بيتخانقوا عليك
وضعت رؤي يدها على ظهرها كالحوامل خد بايدي يا ابو حزومبل ابنك حزومبل تاعبني اوي يا اخويا
عاصم تعالي يا ام حزومبل ادئلجي هنا
ضحك الجميع علي مزاح عاصم ورؤي
مجيدة يلا يا حسين تعالا يا اخويا كل وسيبهم يكملوا عروض مسرح مصر بتاعتهم
جلسوا جميعا علي طاولتهم الصغيرة المتواضعة يتناولون الغدا وسط مزاح عاصم ورؤي
حسين مبتسما ربنا يديم عليكوا ضحكتوا يا اولاد قولي يا عاصم اخبار الجامعة ايه
عاصم الحمد لله يا بابا صحيح فكرتني لسه ما شوفتش عم إسماعيل أصل تهاني بقالها مدة كبيرة اوي ما بتجيش الكلية احسن يكون حصلهم حاجة لقدر الله
تجمد الكلام علي شفتي حسين هو يعلم أن عاصم يحمل مشاعر لتهاني وقد صارحه بها ولكنه يحتفظ بها لحين أن يجمعهم الله في حلاله ولكنه لن يستطيع أن يخبره يعرف عاصم جيدا عصبي ومندفع وقد يفعل شئ اخرق يؤدي بمستقبله او الاسوء بحياته فجاسر هذا ابعد ما يكون عن الضمير والانسانية
فاق من شروده علي صوت مجيدة
مجيدة حسين حسين مالك يا اخويا
حسين هاا ما فيش أنا الحمد لله كلت هقوم أريح شوية
ذهب حسين الي غرفته فتبعته مجيدة
مجيدة مالك يا حسين شكلك مهموم ليه كدة
شرد امامه بصمت ولم يجب
مجيدة طب ما ردتش علي عاصم ليه قابلت عم إسماعيل
فرت دمعه هاربة من عيني حسين مسحها سريعا قبل أن تراها زوجته ولكنه لم ينجح فشريكة حياته تعرف أصغر حركاته وسكناته
مجيدة پصدمة حسين أنت بټعيط في ايه يا حسين ايه الي حصل فضفضلي يا اخويا
تنهد بحزن ثم بدأ يقص علي مجيدة تفاصيل لقائه مع إسماعيل
شهقت مجيدة بفزع معقول الكلام دا
حسين بحزن عشان كدة ما معرفتش أرد علي عاصم اقوله ايه
مجيدة طب وتهاني عاملة ايه
حسين بحزن عم إسماعيل بيقول أن حالتها وحشة اوي لا بتاكل ولا بتشرب وطول الوقت بټعيط وتصرخ
مجيدة طب أنا عايزة اروح ازورها
حسين لاء يا مجيدة ما ينفعش البنت حالتها وحشة أوي مش هتستحمل اي حد يروحلها أهم حاجة ما تجبيش سيرة لعاصم عن الي حصل انتي عارفة عاصم عصبي وجاسر أبعد ما يكون عن الضمير والانسانية
مجيدة سريعا لاء طبعا يا
اخويا مش هقوله هو أنا مستغنية عن إبني
أما في الخارج
كانت رؤي تساعد طمطم في مذاكرة دروسها أما عاصك فكان شارد في حبيبته الغائبة يشعر بالقلق الشديد عليها
رؤي عاصم يا عاصم
عاصم هااا عايز ايه يا رؤي
رؤي يمكن مسافرين ولا حاجة يا عاصم
هز رأسه إيجابا طب أنا هدخل أنام عشان عندي محاضرات بدري
هزت رأسها إيجابا بابتسامة ماشي يا حبيبي تصبح على جنة
عاصم مبتسما وانتي من اهلها يا حبيبتي
انتهي اليوم في منزل الأستاذ حسين
أما في مكان آخر يعتبر منتصف الليل هو