قصة لا مبالاة طفل
انت في الصفحة 1 من صفحتين
كان يا مكان.. في قديم الزّمان جدّة طيّبة تعيش مع حفيدها الوحيد في قرية خضراء جميلة، وكانت تلك الجدّة تحبّ حفيدها حبَّاً جمَّاً، تدلله.. وترعاه.
ذات صباح.. قدّمت الجدّة إلى حفيدها كوباً من الحليب وقطعتين من الجبن ورغيفاً كبيراً خبزته لتوّها على التنّور.
نظر الحفيد إلى الرّغيف، وجده ممطوطاً، قلب شفتيه، وقال:
ما هذا يا جدّتي؟
الأرغفة الّتي تصنعينها عادة دائرية، أمّا هذا فشكله بشع.
ثمّ دفعه باشمئزاز، فسقط الرغيف على الأرض.
انحنت الجدّة على الرّغيف، أمسكت به، قبَّلتهُ، ثم قالت:
بشع؟ أَبَعد تعبي أسمع منك هذه الكلمة؟
لقد أفقتُ قبل بزوغ الشّمس، أوقدت التّنور، عجنت، رققت العجين ثمّ خبزت.
وبعد كل هذا التّعب تقلب شفتيك مستاءً، وترمي بالنّعمة على الأرض؟
رد بعصبية:
أف.. وماذا حصل؟
هل خَرِبت الدّنيا؟
ردت عليه بحزم:
نعم خَرِبت، لأنّك لا تعلم أنّ الرّغيف الذي رميته كلّف جهداً وتعباً كبيرين.
رد باستهتار:
جهد.. تعب!
أنا أستطيع –على الرّغم من صغري- صنع رغيف أفضل من رغيفك بكثير.
رَكَزَتِ الجدّة نظّارتها على أرنبة أنفها، وبعد تفكير عميق قالت:
حسنا.. أنا غاضبة منك، ولن أرضى حتّى تصنع الخبز بنفسك، هيّا.. أرني مهارتك.
نهض الحفيد مصمِّماً، وتوجه إلى التّنور المطلي بهباب الفحم، وقف أمامه، قال:
يا تنّور يا حزين.. يا خبّاز العجين، أعطني رغيفاً مدوَّراً، كي أريه لجدّتي، فترضى عنّي.
فتح التّنور فمه الكبير ضاحكاً، وقال:
وكيف أعطيك الرّغيف وأنا بحاجة إلى الحطب؟
فقال الحفيد:
ومن أين آتيك بالحطب؟
أجاب التنور:
بسيطة.. الحطب موجود في الجبل.
صعد الصبي الجبل، وقف على رأسه، صائحاً:
يا جبل يا كبير.. يا مَخْبَأ العصافير، أعطني حزمة حطب.
قهقه الجبل، فتدحرج بعض الحصى، ثم قال:
كيف أعطيك الحطب وأنا بحاجة إلى فأس؟
سأله الصبي:
فأس؟ وكيف أحصل عليها؟