الأحد 24 نوفمبر 2024

عاش في قديم الزمان شاب واخته لوحدهما

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

بالصمت وترك العجوز تسير في سبيلها وهي موقنة أن أمر الفتاة غدى معروفا ولم يعد سرا وانصرف لحاله وحواسه ومشاعره مشدودة نحو الفتاة التي بقي يراقبها من نافذة بيته كلما طلعت سطح البيت ليزداد تعلقا بها واصرارا على الزواج منها
أخذ يستوقف العجوز يوما وراء يوم ويكرر لها طلبه في الزواج من الفتاة وهي تكرر له نكرانها ويعود ويدخل في تحد معها عن وجود الفتاة وهي ترفض الحديث إلا أنه ضيق عليها الخناق ذات يوم وقال لها
إني أشاهد الفتاة باستمرار من نافذة بيتي ومتأكد من وجودها في بيتك وإذا كنت تريدين أن اكذب نفسي واصدقك دعيني أفتش البيت بنفسي.
ابتسمت له العجوز التي كانت قد أخذت حيطتها وأخفت الفتاة في حصير طوته وركزته في زاوية البيت وقالت له
البيت بيتك فتشها كما تريد
أخذ الرجل يفتش زوايا البيت زاوية بعد أخرى حتى وصل إلى الحصير المطوي وهزه بيده فلقاه ثقيلا فتناوله بكلتا يدية من الزاوية ووضعه برفق على الأرض وراح ينشره في القاعة لتخرج منه الفتاة فأوقفها لتبقى في مواجهة العجوز وهو يقول لها أريد منك أن تزوجيني بها.
وجدت العجوز أنه لا مفر لها من مفارقة الفتاة فقررت المباعدة والمغالاة في المهر لعله يعجز عن ذلك فأجابته قائلة 
أريد منك كيس ذهب وكيس فضة مهرا لها
قال لحسن التطواني لها لك ما تطلبين.
التفتت الفتاة نحو العجوز لتقول لها هذه مطالبك وحدك وأنا لي مطالبي ولن أتزوجه إلا إذا حققها.
سألها مستوضحا ماذا تطلبين أنت 
أطلب قعاده زاج وقعاده زجاج لننام عليهما ولن أتزوجك بدونهما .
لك ما تطلبين.
انصرف ليحضر للعجوز أكياس الذهب والفضة التي طلبتها وليجهز لغرفة نوم الفتاة سرير من زاج وسرير من زجاج
وبعدها حددوا يوم الزفاف وزفت له الفتاة في اليوم المعين
لا بد وأن هناك أمرا وراء نطق السريرين وحوارهما يكمن في حياة هذه الفتاة التي ظهرت فجأة في بيت العجوز ولا بد لي من معرفته فقال يخاطبها أقسم لك بالله ولك عهده وميثاقه اني لن أقربك ولن أعاملك كزوجة أبدا وكل ما أرجوه هو أن اعرف حقيقتك واسمع قصتك.
أخذت الفتاة تروي له قصتها من البداية وتروي له معاملة زوجة أخيها لها واستدلالها بعردان مخلوس حتى أوغرت صدر أخيها فقټلها وډفنها بجانب البئر إلى آخر قصتها
كانت تتكلم وهو مصغ لها فأيقن أنها اخته التي كادت لها زوجته عنده وتسببت في قټلها فندم على ما بدر منه نحوها فأقترب منها يضمها إلى صدره وهو يقول لها
سامحيني فأنا هو أخوك صدقت وشايات زوجتي ضدك وصنعت بك ما صنعت ابتسمت له أخته وهي تبادله العناق والحضن وطلق الرجل زوجته وبقي يعيش مع أخته كما كانا يعيشان من قبل كان ذالك من زمن بعيدا أما الان فلم تبقى سوى حكايات نحكيها
الان بعد ان كانت تحكيها الأجداد والعجائز في الأيام الباردة أيام البساطة والنقاء والبرائة ..... النهاية

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات