قصة ابو قلابة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
إلى الآن.. ولاأدري.. أهو حي يرجى.. أم مېت ينسى.. وأنا كما ترى.. شيخ كبير أعمى.. لاأستطيع البحث عنه فسألته عن وصف الغلام.. فأخبرني.. فوعدته خيرا..
ثم خرجت من عنده.. وأنا لاأدري كيف أبحث عن هذا الغلام.. وإلى أي جهة أتوجه !! فبينما أنا أسير.. ألتمس أحدا من الناس أسأله عنه إذ لفت نظري قريبا من خيمة الشيخ جبل صغير.. عليه سرب غربان قد إجتمعت على شيء.. فوقع في نفسي أنها لم تجتمع إلا على جيفة أو طعام منثور.. فصعدت الجبل.. وأقبلت إلى تلك الطيور فتفرقت.. فلما نظرت إلى مكان تجمعها.. فإذا الغلام الصغير مېت مقطع الجسد.. وكأنه ذئبا قد عدا عليه.. وأكله ثم ترك باقيه للطيور.. لم أحزن على الغلام بقدر حزني على الشيخ.. نزلت من الجبل.. أجر خطاي.. وأنا بين حزين وحيرة.. هل أذهب وأترك الشيخ يواجه مصيره وحده.. أم أرجع إليه وأحدثه بخبر ولده ..!
مر في ذاكرتي قصة أيوب عليه السلام.. فدخلت على الشيخ.. وجدته کسيرا.. كما تركته.. سلمت عليه.. كان المسكين متلهفا لرؤية ولده.. بادرني قائلا أين الغلام
قلت أجبني أولا.. أيهما أحب إلى الله تعالى أنت أم أيوب عليه السلام قال بل أيوب عليه السلام أحب إلى الله عزوجل..
قلت فأيكما أعظم بلاء.. أنت أم أيوب عليه السلام قال بل أيوب عليه السلام.. قلت إذن فاحتسب ولدك عند الله.. قد وجدته مېتا في سفح الجبل.. وقد عدت الذئاب على جثته فأكلته..
فشهق الشيخ.. ثم شهق.. وجعل يردد.. لاإله إلا الله.. وأنا أخفف عنه وأصبره.. ثم أشتد شهيقه.. حتى انكببت عليه ألقنه الشهاده.. ثم ماټ بين يدي.. غطيته بلحاف كان تحته.. ثم خرجت أبحث عن أحد يساعدني في القيام بشأنه فرأيت ثلاثة رجال على دوابهم.. كأنهم مسافرون.. فدعوتهم.. فأقبلوا إلي.. فقلت هل لكم في أجر ساقه الله إليكم.. هنا رجل من المسلمين ماټ.. وليس عنده من يقوم به.. هل لكم أن نتعاون على تغسيله وتكفينه ودفنه..
وهو أبو قلابة الجرميالإمام التابعي رحمه الله ..
وإذا أبو قلابة.. شيخ من علمائهم.. دار عليه الزمان دورته.. وتكابلت عليه البلايا.. حتى انفرد عن الناس في خيمة بالية.. قمنا بواجبه علينا.. وډفناه.. وارتحلت معهم إلى المدينة.. فلما نمت تلك الليلة.. رأيت أبا قلابة في هيئة حسنة.. عليه ثياب بيض.. وقد اكتملت صورته.. وهو يتمشى في أرض خضراء.. سألته ياأبا قلابة.. ماصيرك إلى ماأرى !! فقال قد أدخلني ربي الجنة.. وقيل لي فيها
سلام عليكم بما صبرتم ۚ فنعم عقبى الدار سورة الرعد ٢٤.
.. بتصرف يسير من السير للذهبي..
وانظر كتاب الثقات لابن حبان.