الخميس 09 يناير 2025

لحن الزعفران بقلم شامية الشعراوى

انت في الصفحة 14 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


قالت حرارة جسمك عالية أوى ياروزا أنتى شكلك تعبانه 
رددت عليها بكسل لا مش تعبانه ولا حاجة هو بس هتلاقيني سخنة بسبب رطوبة الجو برا 
قطبت الجدة حاجبياها قائلة يمكن اصلا النهاردة الجو حاساه هيولع من كتر الحر 
قامت فيروزة بوضع رأسها على قدم جدتها قائلا بقالى كتير أوى مقعدش معاكى 
أخذت تمسد على شعرها بحنان وهى تقول ما هو الهانم بقت مشغولة ومابقتش أشوفها غير كل فين وفين صدفة 

اوعدك ياتيتا أنى مش هقصر معاكي أبدا أنتى الوحيدة اللى فى البيت دا كله بتحسى بيا وبطبطبى عليا ربنا يباركلنا فى عمرك وتفضلى كدا منورة حياتنا 
الجدة بأبتسامة ربنا يفرح قلبك يابنتي ويسعدك دايما ويرزقك بابن الحلال اللى يحبك من كل قلبك ويصونك 
فيروزة بتفكير تفتكري ياتيتا أني هقدر أحب تانى أنا بقيت خاېفة ليجي واحد يأذيني ويكسر قلبي بجد مش هستحمل أن يحصلي كدا تانى 
الجدة متقلقيش لما عوض ربنا بيجي بينسى البنادم المأساة اللى عاشها لان ربك كريم أوى 
اقترب منهما عامر وهو ينظر لهم بأبتسامة ثم قال فيروزة بتعملى ايه هنا أنتى مش كنتى فى الشغل 
أعتدلت فى جلستها ولم ترد عليه بشئ فقالت الجدة
عادى ياعامر البنت حست بأرهاق شوية فسابت الشغل وجت ترتاح 
نظر إليها وقال بقلق أنا مقولتش حاجة ياأمي بس لو هى تعبانه أطلبلها الدكتور حالا 
هبت فيروزة واقفة وهى تقول بملل تيتا أنا طالعة أوضتى أرتاح عن اذنك 
أوقفها والدها فقال ببرود أستنى عندك قبل ما تروحى على اوضتك عايزك فى موضوع 
استدارت تنظر إليه بأستغراب موضوع ايه اللى حضرتك عاوزني فيه 
جاء نازلي وهى تعطى حماتها كأس مياه وقرص برشام وهى تقول موعد دوائكى يا أمي أتفضلى 
ثم جلست بجانب زوجها روزا حبيبتي واقفة كدا ليه أقعدى تعالى جنبي هنا 
جلست بجانبها وقالت ممكن حضرتك ياسيادة اللواء تعرفني بموضوعك 
أبتسم عامر بسخرية وقال سيادة اللواء مش بابا يعني ماشى يافيروزة عارف أنك لسه زعلانة مني ودا حقك المهم فى واحد متقدم ليكي وهو شخص محترم وكويس جدا ومن عيلة كبيرة كمان 
فيروزة باللامبالاة
يعني طلع هو دا الموضوع تمام بس حضرتك عارف ردى كويس وأنى مش موافقة 
نازلى ليه بس كدا ياروزا ياحبيبتي دا رابع عريس يجي ويترفض من غير ما تقعدى معاه 
روزا بس أنا مش عايزة أتجوز دلوقتى 
تحدث عامر بهدوء مفيش حاجة أسمها مش عايزة اتجوز دلوقتى وبعدين أنا قعد معاه و شايف أنه مناسب ليكى 
فيروزة بنفاذ صبر بس أنا مش عايزة هو الجواز بالعافية 
عامر بجدية فى حالتك دى يبقى بالعافية ياهانم أنتى مش شايفة نفسك سنك قرب يجيب التلاتين وبقى لازم تتنيلي تتجوزي 
أردفت فيروزة بضيق وهى تقف أنا مش فارق معايا الكلام دا وبعدين حضرتك لو زهقت من وجودي بسيطة أخد بعضى وأمشى من هنا مدام بقيت أنا عبء عليكم ووجودي عامل ليكم مشكلة 
وقف عامر من مكانه وقال پحده بطلى كلامك الفارغ دا هو أنتى كل ما يحصل حاجة تقعدى تكبري فى المواضيع 
ياسيادة اللواء أنا مش بكبر المواضيع كل اللى أنا عاوزاه تسبوني براحتي ومحدش يفرض عليا أعمل حاجة أنا مش راضيه عنها 
تحدثت الجدة پحده عامر كفاية كدا خلاص هى مش عايزة بلاش أسلوبك دا معاها وإلا هتشوف منى حاجة مش هتعجبك 
نظر إلى والدته وقال بنفاذ صبر لو سمحتى ياماما كفاية أنتى بسبب دلعك فيها الاستاذة بقت مش عارفة مصلحتها ولا حتى عارفة تاخد أى قرار فى حياتها صح ثم حول بصره لابنته وقال بجدية وعلى العموم ياهانم أعملى حسابك كتب كتابك
يوم الخميس الجاي أنا اتفقت اصلا مع العريس على كل حاجة وكنت جاى أعرفك باللى هيتم 
اتسعت عيناها پصدمة فقالت بدموع لا أكيد حضرتك بتهزر 
تحدثت نازلي بعدم بدهشة عامر أنت ايه اللى بتقوله دا أنت أزاى تعمل كدا وتتفق على حاجة من ورانا وبنتك أصلا مش موافقة رد عليا ليه عملت كدا 
عامر لا مش بهزر 
فيروزة بس أنا مش موافقة أنت عايز تجوزنى ڠصب عنى لواحد حتى معرفهوش 
عامر ببرود أنا قولت كل اللى عندى وياريت تبدائى من دلوقتى تجهزى لفرحك لأن يوم الخميس هتكتبى الكتاب وتمشى مع عريسك على بيته 
فيروزة پغضب وأنا مش هعمل اللى بتقول عليه دا مش هرمى نفسى فى الڼار و حضرتك زى ما روحت اتفقت معاه على الجواز تكلمه وتنهى كل حاجة 
أمسكها عامر من ذراعيها وقال پحده مفيش حاجة هتتلغى وهتتجوزى ڠصب عنك ومن حقى أنك تسمعى كلامي وتنفذيه فاهمه ياهانم ثم دفعها لوراء فقامت والدتها بأسندها فقالت روزا پبكاء أشمعنا أنا اللى بتعمل معايا كدا ما أدم وأنيس خطبوا للى بيحبوهم ولا هو علشان أنا مش بنتك زيهم فتبيع وتشتري فيا زى ما أنت عايز 
أغمض عيناه پألم من كلماتها ولكن حاول أن لا يظهر ذلك فأكمل حديثه ببردو أعتبريها زى ما تعتبريها المهم اللى قولته هيتنفذ حتى لو أضطريت أحط السيف على رقبتك 
نظروا إليه پصدمة فلم يتحمل نظرت أبنته التى ألمته بشدة فقام بمغادرة المكان وتركهم فى دهشتهم 
بعد مرور بضع أيام جاء اليوم الذى ستتزوج به فيروزة فقد أخبرها أخيها أنيس فى ذاك اليوم بأن العريس كان هو نفسه رائف الذى يعمل معاها فى الشركة وحاول أن يطمنها فكانت جالسة بغرفتها ترتدى فستان بسيط من الدانتيل يصل إلى ركبتيها ولكن دموعها كانت تسيل على
وجنتيها بصمت أقتربت الجدة منها بحزن قائلة حرام عليكي ياروزا اللى بتعمليه فى نفسك دا أنتى مموته نفسك من العياط من ساعة ما ابوكى قال انك هتتجوزى 
رفعت رأسها
وقالت بدموع يعني حضرتك عجابك اللى أبنك عمله فيا دا ميرضيش ربنا بجد حرام أنا مستهلش منكم كل دا وباللى عمله كسرني بجد 
ضمتها الجدة وهى تبكي بحزن على حال حفيدتها
على عيني يانور عيني لو بأيدي كنت وقفت الجوزاة دى لكن ابوكى دماغه جزمة مش بيسمع لحد وبعدين متزعليش رائف شكله شاب خلوق وكويس وباين عليه بيحبك أنتى ماشوفتيش بيبصلك بحب ازاى يمكن هو يعوضك عن كل حاجة وحشه حصلتلك فى حياتك 
ابتعدت فيروزة وقالت بوجه أحمر من كثرة البكاء
تفتكرى هيكون عوضى وسعادتي ولا هيكون تعاستي 
الجدة بأبتسامة حزينة أكيد هيبقى سعادتك فوضى أمرك لربك وهو هيصلح الحال 
بعد لحظات قاموا الفتيات بتزينها مرة أخرى وقام أدم بمسك يديها ونزل بها إلى الأسفل بعد ما رفضت أن تنزل مع والدها 
جلست على الكرسى بجانب أخيها فقام المأذون ببدأ عقد القرآن فاقت من شرودها على قول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير نظرت إلى رائف الذى كان يبتسم لها ولكنها شعرت بأنقباض فى صدرها تقدم منها اخويها الأربعة وهم يباركون لها بكل سعادة وحب ثم ودعتها نازلي والجدة پبكاء مرير كأنها تزف فى جنازة وليس فى فرح 
الفصل التاسع
قال بأبتسامة خبيثة تشبه فحيح الأفاعي جعلت قلبها يسقط أرضا
أهلا بك فى چحيمي الأسود فيروزة 
تحدثت فيروزة بدموع 
رائف أنت بتعمل ايه أبعد عني أرجوك 
رفعت سبابتها بوجهه وقالت پخوف 
اڼتقام ايه وبعدين أياك تقرب مني أنت فاهم مكنتش أعرف أنك بالحقارة دى 
فى قصر خيالى عملاق مثل القلعة يشبه أحد قصور العصر الفيكتورى كان يتزين بلاط القصر بالرخام الأبيض وأسقفه مزخرفة بشكل منسق وجميل ونوافذ طويلة من الزجاج الشفاف موضع عليها ستائر من الدانتيل الهادئ فكان عبارة عن تحفة فنية وكل شئ متناسق بطريقة تأخذ العقل 
تحديدا فى جناح ملكي مخصص لذاك المدعو عمران فكان يحتوى على أثاث باهظ الثمن يدل على مدى الرقى والتقدم
كان يمسك بين يديه سلسله فضية على هيئة فراشة باللون البنفسجي ظل يتأملها وهو يتذكر صاحبة العيون
الفيروزية التى جعلت قلبه الجليدي ينبض لها أخذ يتذكر تلك اللحظة التى كان يحملها بين يديه وهو يضعها على فراش المستشفي و بعد ما أبتعد عنها رأى تلك السلسله تسقط منها فأخذها وأحتفظ بها لنفسه كذكرة جميلة منها بدأ يهمس بداخله وهو مازال محدق بالسلسله قائلا
أود أن أخبرك بشئ ياصاحبة العيون الفيروزية عندما ألتقيت بك فى ذاك اليوم لم تفارقني حينها آبتسامتي بسببك أصبحت أمشي مبتسما لا أعرف ما الشعور الذى وضعتيني فيه من ذاك اليوم أصبحت شاردا الذهن بك وكأنك الوحيدة بهذا العالم وعندما رأيتك حينها شعرت وكأن الحياة أبتسمت لي وأنه لا شئ يسع قلبي ودقاته وبين كل نبضة لا أصدق أن مجرد رؤية شئ من رائحتك تجعلني هكذا لا أعرف ما سبب هذا لكن شعوري بك لم يفارقني حتى أني أراكي دائما تزوريني بأحلامي وفى أفكاري أشعر وكأنك قريبة مني وفى كل مكان لم أدري ماذا فعلتي بي عندما ألتقيت بك صدفة يافتاة فقد ظننتك فى البداية الأمر عابرة كالجميع لكن بدأ لي عكس ذلك خلال تلك الفترة التى كنتي بعيدة فيها عن نظري ثم تنهد بعمق ووضع يديه على موضع قلبه بقلق
لكنني أشعر الأن بأنني قلق عليك كثيرا ولا أدري ماذا أفعل ليس بيدي شئ لاطمئن عليك الآن أتمنى أنك تكوني بخير 
الټفت يمينا وهو يرى باب غرفته يفتح بهدوء فقام بوضع السلسله تحت المنضدة ثم ألقى بصره لذلك الصغير المتطفل الذى أقترب منه سريعا وهو يقول بمرح بابي أنت نايم 
بحب ابوي قائلا لا يابطلي كنت لسه هنام وبعدين أنت صاحي ليه لحد دلوقتى مش قولنا ممنوع السهر 
نظر إلي بطفولة وقال بعبوس ما أنا مش عارف أنام لوحدي هو ينفع أنام معاك النهاردة يابابي 
أردف عمران بابتسامة مرحة طبعا ياقلب بابي بس متتعودش على كدا يابطلي 
تحدث سفيان بسعادة أنت أحلى بابي فى الدنيا 
قبله عمران على رأسه وانت أحلى سفيان فى الدنيا 
تمدت عمران على الفراش واحتوء أبنه بين ذراعيه فقال الصغير ببرائة النهاردة تيتا سألت عنك كتير هو حضرتك بقيت مش بتقعد معانا زي الأول ليه هو أنت مش حابب تقعد تلعب معايا 
قرصه من أرنبه أنفه ثم قال حبيبى مش حكاية أنى مش عايز أقعد معاكم زى ما أنت فاكر كل الحكاية ياسيدي أنى عندي شغل كتير الفترة دى وڠصب عني مش بعرف أقعد معاكم زى الأول بس أوعدك أول ما أخلص الشغل هفضل معاك ومش هسيبك ابدا دا أنت أغلى حاجة عندي وبعدين هو أنا بقصر معاك فى
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 34 صفحات