جارتنا كانت عايشة لوحدها
اليوم كان حر والنعش قدام الجامع مش راضي يتحرك بأي طريقه
الناس كلها كانت مستغربة وعقولهم راحت لتفكير واحد " الست دي عملت حاجة وحشة في حياتها " جارتنا، الست الطيبة اللي كانت عايشة لوحدها ابنها مسافر وجالها المړض اللي ما بيرحمش ومقالتش لابنها عشان ما تقطعش عليه شغله وحياته ابنها ده كان يتيم من صغره ومحدش وقف جنبه ولا ساعده
أهل البلد حاولوا يتواصلوا مع ابنها لكن تليفونه كان مقفول
مفيش قدامهم حل غير انهم يكفنوها ويدفنوها.
النعش قدام الجامع مش راضي يدخل .. الرجالة فضلوا يقولوا
"لا إله إلا الله"، بس مفيش فايدة.
قاعدوا يتصلوا بالمشايخ ويسألوا الجيران
هي كانت بتعمل حاجة غلط؟ .. كانت مبتصليش؟
الجيران قالوا: لا " دي كانت بتقيم الليل وتصلي "
أربع ساعات والنفس مقبوضة .. فيه ناس رجعت بيوتها لان الجو كان صعب وفيه اللي فضل واقف يحاول يلاقي حل .. فجأة، النعش اتحرك لناحية اليمين استغربوا وبصوا ف الاتجاه ده لقوا ابنها جاي يجري وبيبكي ومڼهار من العياط
اول ماوصل وطي علي النعش وفضل يبوس فيه ويقول : أنا آسف يا أمي تليفوني كان بايظ ولما جيت أفتحه عشان أطمن عليكي الاقيكي مشيتي !!
الشاب قعد يبكي بحړقة والناس كلها عيطت معاه
فضل يقولها كلام من قلبه .. ولما خلص كلامه النعش اتحرك ودخل الجامع بمنتهى الخفة
امه مكنتش عندها غيره في دنيتها وفضلت مستنياه عشان تودعه
"الأم، حتى بعد رحيلها، تظل حاضرة في كل نبضة قلب، كل دمعة عين، وكل ذكرى جميلة."