الصحابي تميم الداري
في ليلة عاصفة، انطلق الصحابي تميم الداري في رحلة بحرية مع ثلاثين رجلاً من قبيلتي لخم وجذام، لكن الموج جرفهم بعيدًا، ووجدوا أنفسهم على شواطئ جزيرة غامضة، لم يعرفوها من قبل.
وهنا تبدأ القصة الغريبة...
ورأى تميم الداري المسيح الدجال على متن سفينة، كان على متنها هو وثلاثون رجلًا آخرون، فاشتدت بهم الأمواج شهرًا بالبحر، فلجأوا إلى جزيرة حتى مغيب الشمس فدخلوا الجزيرة ولكن العجيب أنهم وجدوا دابة كبيرة كثيرة الشعر لا يرون قُبلها من دُبرها من كثرة الشعر، ففزعوا منها وسألوها: من أنتِ؟ قالت: أنا الجساسة، ثم قالت لهم: اذهبوا إلى هذا الرجل في الدير.
... قال لهم: "أنا المسيح الدجال، أُوشِك أن يُؤذَن لي بالخروج، فأجوب الأرض فلا أترك بلدة إلا دخلتها في أربعين يومًا، إلا مكة والمدينة، فقد حَرَّمهما الله عليّ، كلما أردت دخولهما استقبلني ملائكة بسيوف مسلولة."
ثم سألوه عن أحوال العالم، فبدأ يسألهم عن نخل بيسان إن كان يُثمر، وعن بحيرة الطبرية إن كانت مياهها قد جفَّت، وعن عين زُغر إن كانت ما زالت تسقي الأرض، وكانت أسئلته تحمل نبوءة ما سيحدث في آخر الزمان، فتملكتهم رهبة عظيمة.
أكمل الدجال حديثه قائلًا: "أما آن الأوان أن يُؤذن لي بالخروج، لأفسد في الأرض وأدعوا الناس لعبادتي؟" ثم حذرهم مما سيأتي قائلاً: "سيكثر أتباعي في زماني، وسيُفتن بي الناس، لكني أعلم يقينًا أن نهايتي على يد رجلٍ مؤمنٍ من نسل نبي."
خرج تميم الداري وأصحابه من الجزيرة مشدوهين بما رأوه وسمعوه، وأخبروا رسول الله ﷺ بكل ما حدث، فجمع النبي ﷺ الناس وقال: "أما إنَّهُ وافَقَ الذي كنتُ أُحَدِّثُكُم عن الدَّجّالِ."
ثم أوصى النبي المسلمين بالتعوذ من فتنة الدجال في صلواتهم، قائلاً: "اللهم إني أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال."