انا والضرير
أنا أبلغ الآن من العمر ستون عاما لا أعمل ولم أكمل دراستي حظي من الجمال قليل للغاية لم يتقدم أحد لخطبتي حتى تخطيت الثلاثين.
وفجأة تقدم شاب قالت لي الوسيطة الخاطبة أنه شاب في الثالثة والثلاثين من عمره لم يسبق له الزواج يعمل مع والده في شركته الخاصة وأحضرت صورة له كان يبدو وسيما للغاية سألت نفسي
إذن لماذا تقدم لمن لا تمتلك شيء
جلست أندب حظي وأبكي ولكن قالت لي جدتي رحمها الله
لعل في الضرير حياة يملأها العبير اجلسي معه أولا ثم قرري.
وبالفعل جلسنا كم هو رائع خفيف الظل يأسر القلب في ثوان معدودة تمت خطبتنا وتزوجنا في شهرين.
الحقيقة في البداية كنت خائڤة للغاية من عدة أشياء أولها ما رواه لي عن نفسه قبل إصابته في الحاډث كيف كان دائم السهر يعشق الجميلات ولا يحب المسؤولية والسبب الآخر أنه ربما سوف يحملني ما لا أطيق من أعباء خاصة به.
ظل يجاهد لسنوات ليزرع قرنية وكل مرة تفشل العملية ومع ذلك لم يستسلم فالله له حكمة في التأجيل ومرت عشرة أعوام كحلم وفجأة تم التجهيز للعملية ونجحت هذه المرة وأخبرني الطبيب أنه أصبح يرى.
اقتربي أريد أن أراك جيدا كانت قدماي لا تحملني أمشي بصعوبة وعندما اقتربت ضحك وقال أجمل من ما تخيلت بكثير وقبل يداي أمام الجميع.
ټوفي والداي في حاډث وانطويت على نفسي من الحزن فأخد مكان أبي وأمي في غمضة عين واعتبرني ابنته التي لم ينجبها ومرت سنوات ولم يتغير قيد أنملة وأدركت فيها حكمة الله فيما فقد فلولا أنه فقد بصره لم يكن ليراني ببصيرته
وفعلا صدقت جدتي حين قالت لعل مع الضرير حياة يملأها العبير..
صلوا على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين