الثلاثاء 07 يناير 2025

في عهد السلطان نور الدين زنكي

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

ففعل الشاب وأتى بعد مدة بما زرع من أعشاب طبية فأعطاه نور الدين مكانا ليقوم بتصنيع الأدوية وأمر له بجلب المواد التي يريدها من بلاد الإسلام بدلا من الحاجة إلى ما عند عدونا ...
وأمر نور الدين بمجموعة من الشّباب أن يتعلموا على يد هذا الطبيب حتى إذا حدث له مكروه يكون هناك البديل ولا يحتاج الجيش إلى مدد من غير ابنائه .
وبعض فترة أتى الشاب لنور الدين وقال له :
سيدي القائد : إني قد علّمت الشّباب مهنتي ولن يكون هناك حاجة كبيرة لي بعد اليوم فاذن لي ان أحمل سلاحي وأحارب عدو الله كما حاربتكم من قبل فإني أحب أن ألقى الله شهيدا ...
قال له نور الدين : فاكتب وصيتك واشتري لك سلاح من حر مالك فلن أعطيك سلاح فتعجب الشّاب وقال سمعا وطاعة .
وقال له نور الدين مستدركا : فاكتب وصيتك فإنّ لك أهل ومال ففعل .
ودخل الشّاب في جيش المسلمين وأبلى بلاء حسنا حتى أنّ جنود الروم كانوا يفرون من أمامه ويقولون شيطان شيطان .. إنّ الجن يحارب مع جيش المسلمين من شدة بطشه على العدو ...
وبعد أن فرغت المعركة بحث نور الدين عن الشّاب فلم يجده وسط الأحياء ولا الچرحى فذهب بنفسه بين الشهداء يبحث عنه .
فاحتضنه نور الدين وبكى بكاء شديدا حتى علا نحيبه وبينما يحتضنه نور الدين وجد رقعة في جيب صدره فأخرجها فإذا بها مكتوب :
سيدي أوصي بشطر مالي لأهلي والآخر يجهز به جند صدقة لي بعد مماتي .
سيدي نور الدين : لقد فهمت ما كنت تطلبه مني
أنت أعطيتني الأرض حتى يكون الجندي المسلم يأكل من عمل يده ورفضت أن تعطيني سلاحا حتى يكون أول سلاح من حر مالي وأتيت لي بالعشب والعقار من بلاد الإسلام فأنت تقول لي بما فعلت :
أنّ المسلمين لن ترفع لهم راية إلا إن كان طعامهم من عمل يدهم، ودوائهم وسلاحهم من صنعهم فجزاك الله عني خيرا، واسأل الله أن تكون رفيقي في الجنة ...
*المصدر: ( البداية والنهاية لـ ابن كثير )
إذا أتممت القراءة فصل على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وشاركها لعل الله يفتح بها قلوبا مغلقة 

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين