التاجر الطماع والمرأه الامينه
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وقال مهلا لقد تذكرت الآن شيئا مهما. كانت في المحفظة أيضا أربعون قطعة نقدية أخرى بخلاف الأربعمائة التي قد ذكرتها للقاضي. وأنا الآن لا أجدها في المحفظة.
ثم تابع كلامه قائلا لابد وأنك قد سرقتها أيتها المرأة الشريرة. إنني أطالبك فورا أمام القاضي برد المبلغ المتبقي إلي. وإلا فسوف أشكوك إلى القاضي. وعندئذ قالت المرأة يا سيدي أنا لست بسارقة. لقد وجدتها وفي داخلها هذا المبلغ فقط. ولو كنت أنوي سرقتها ما قمت بردها من الأساس.
وهنا قال التاجر الطماع كلا كانت موجودة. لعلك عندما سمعت بالجائزة إذن قررت أخذ المبلغ من المحفظة مقدما كونه هو نفس مبلغ الجائزة. فقالت المرأة لا ياسيدي المحفظة كان بها فقط أربعمائة قطعة وقررت ردها كاملة لتعطيني أنت منها الجائزة عندما تتسلمها. إذ قد لا تكون محفظتك من الأساس فكيف لي أن آخذ من أموالك حقي ما لم أتأكد أنها لك من الأساس ودون علمك!
وعليه الټفت القاضي للتاجر وقال له حسنا يتضح لي أيها التاجر أن محفظتك بها 440 قطعة ذهبية. بينما هذه المحفظة بها 400 فقط. إذن هذه ليست محفظتك. ولقد تذكرت الآن أن لي محفظة ضائعة كان بها هذا المبلغ. وبالتأكيد هذه المحفظة هي محفظتي لأنها نفس الشكل.
ثم وجه كلامه إلى المرأة فقال هذه المحفظة لي أنا يا سيدتي وليست للتاجر. ولقد قررت منحك كل المبلغ الذي فيها مكافأة لك على أمانتك. بعدها قال للتاجر أما بالنسبة لمحفظتك أيها التاجر فعندما يجدها أحد فسوف نستدعيك كما أننا سوف نرسل المنادين بالأوصاف الجديدة التي ذكرتها في محفظتك ويمكنك أيضا أن تذكر عدولك عن تقديمك للمكافأة في الإعلان الجديد وخرج التاجر من عند القاضي وهو في غاية الحسړة والندم على ما اقترفه وتسبب في ضياع أمواله. فهذه المحفظة لم تكن إلا محفظته. لكن بسبب بخله في دفع مبلغ 40 قطعة ذهبية هو الذي وعد بها أصلا. إذا به يخسر كل أمواله التي كانت في المحفظة. وكأنه لم يجدها من الأساس.
إلى ترك المدينة بأسرها بعد أن أثرت تلك السمعة السيئة على تجارته في المدينة وتسببت في كسادها.