هي البتعجن الأسمنت بقلم عزة العمروسي
انت في الصفحة 1 من صفحتين
هي اللي بتعجن الأسمنت!
عندي ابني الوحيد مسافر بيدرس بره في كلية طب ولإن الحمد لله حالتي المادية كانت كويسة فقولت أعمله شقته بحيث يخلص الجامعة يفتحله عيادة ويشوفله عروسة ويتجوز!
لكنه لما سافر بره وشاف البنات جاله اضطراب نفسي من ناحية الجواز وبقى طول الوقت يقول أهم حاجة عندي شغلي!
وكل ما كنت بحاول أفاتحه في الموضوع كان بيضايق وجبتله عرايس كتير جدا ومنهم معارف ورفضهم بلا استثناء لحد ما وصلت معاه لحل بالعافية وهو إني أختارله بنت بمواصفات خيالية!
كانت من أهم صفاته إنها تكون مش عاوزة تشتغل برغم إنه دكتور والدكاترة بتتجوز بنات عندها كارير ومستقبل!
كان عاوز واحدة تقعد بولاده في البيت تربيهم بس واحدة لما يرجع البيت يلاقيه نضيف ولبسها واسع وتقعد بالعيل تقراله قصص تبني شخصيته على السلام النفسي بس.
بس زي ما الزمن صعب إنك تلاقي البنت دي برضو صعب!
كان يقولي ببساطة ونبرة هادية حضرتك بتتكلم يابابا وكأن أمور الكون في إيدك متزعلش مني بس ربنا مبيقولش لعباده مستحيل دي ربنا قالنا ندعيله بقلب متيقن برحمته وهو هيستجيب وهيدبر أمورنا بترتيب وإحكام رهيب لدرجة إن الشخص بيحس إنه ربه هو لوحده مش رب ملايين البشر دي من جمال الإستجابة!
حسيت الكلام واقف في زوري ولأول مرة أحس إني خلفته عشان يربيني مش أنا اللي أربيه!
وفضلت حوالي سنتين بشوفله عروسة بس مش لاقي!
وفي يوم الشقة كملت وجيت أعمل المحارة ناس كتير دلتني على راجل طيب وسعره رخيص ورحيم بالناس كلمته فورا وقولتله يجي يعملي شقة ابني لاقيته جه وبص على الشقة وقالي أسعار خيالية ومش موجودة في الزمن ده لدرجة إني كنت بقول
أمال فين مكسبه!
لاقيته