العجوز والفئران
جاءت امرأة الى الحجاج تشكو إليه فقرها وتطلب منه أن يساعدها بقليل من المال حتى تستطيع أن تنفق على نفسها وأبنائها.
غير أن مجلس الحجاج كان مليئا بالناس فاستحيت المرأة أن تقدم طلبها مباشرة لما سيسبب لها حرجا كبيرا.
فلما طلب منها الحجاج أن تفصح عما تريد، قالت بذهاء كبير :
اشكو اليك قلة الفئران في بيتي :
اشكو قلة الفئران في بيتي !!! ما هذه الشكوى؟ وما الغاية منها؟ وما هي الرسالة التي تحملها؟
لكن الحجاج كان أكثر ذهاءََ وفطنة وهي من الأشياء التي يعرف بها أيضا.
فأمر بأن يخصص لها من بيت مال المسلمين مالا، وطعاما، وكساء…
فعندما قالت المرأة اشكو اليك قلة الفئران في بيتي الحجاج فهم من كلام المرأة أن سبب غياب الفئران من بيتها كان بسبب الفقر المدقع.
فحتى الفئران لا تجد ما تأكله في بيتها، لاحب ولا زرع ولا طعام ، الشيء الذي جعلهم يهجرون البيت.
كما علم أنها استحيت من الإفصاح عن ذلك مباشرة لما سيسببه لها ذلك من حرج.
لذلك استطاب طلبها وشكواها وأكرمها خير كرم.
هناك من ينسب هذه القصة الى قيس بن سعد بدل الحجاج بن يوسف الثقفي.
حيث قالت له المرأة أشكو إليك قلة الفئران في بيتي
.فقال: ما أحسن هذه الكناية ! املؤوا لها بيتها لحما وخبزا وسمنا.
لكن الحكمة من هذه القصة أن بلاغة اللغة قد تكون معبرة بطريقة تجعل الجاهل بها يفهمها بشكل معكوس، ولكن الإنسان الفطن يفهم عمقها والغاية منها.
تابع المقال
مقالات ذاقلت حدث خلط بين قصتين هنا عند عوام الناس أما قول المرأة (أشكو إليك قلة الفئران في بيتي) فليس بينها وبين الحجاج إنما روي أنه حدث ذلك بين امرأة والصحابي قيس بن سعد بن عبادة